٨٠- هذا هو السبب في عقد مجمع نيقية بشكل عام، لكن له سبباً خاصاً يتعلق بنوع من هذه الخلافات، وهو ما يسمونه في تاريخهم بدعة أريوس، كان هذا الرجل في مصر داعية قوى الدعاية، جريئاً فيها، واسع الحيلة، بالغ الأدب، قد أخذ على نفسه مقاومة كنيسة الإسكندرية فيما تبثه بين المسيحيين من أُلوهية المسيح وتدعو إليه، فقام هو محارباً ذلك، مقراً بوحدانية المعبود، منكراً ما جاء في الأناجيل مما يوهم تلك الأُلوهية.
كلام أريوس:
وقد قال في بيان مقالته ابن البطريق:"كان يقول أن الأب وحده الله والابن مخلوق مصنوع، وقد كان الأب إذ لم يكن الابن".
ولم يكن بدعاً في القول بهذه الفكرة بين المسيحيين، بل إنها كانت معروفة مذكورة مشهورة من قبله، كما يقول المسيحيون أنفسهم.
ولقد جاء في كتاب تاريخ الأمة القبطية ما نصه:"الذنب ليس على أريوس بل على فئات أخرى سبقته في إيجاد هذه البدع. فأخذ هو عنها. ولكن تأثير تلك الفئات لم يكن شديداً كما كان تأثير أريوس الذي جعل الكثيرين ينكرون سر الأُلوهية، حتى أنتشر هذا التعليم وهم".
انتشار رأي أريوس وطرق محاربته:
ولقد كان لرأي أريوس في اعتبار المسيح مخلوقاً لله مشايعون كثيرون، فقد كانت الكنيسة في أسيوط على هذا الرأي، وعلى رأسها ميليتوس، وكان أنصاره في الإسكندرية نفسها كثيرين من حيث العدد، أقوياء من حيث المجاهرة بما يعتقدون، كما كان لهذا الرأي مشايعون في فلسطين ومقدونية، والقسطنطينية.
وقد أراد بطريرك الإسكندرية أن يقضي على هذه الفكرة، فلم يعمد إلى المناقشة والجدل، حتى لا يتسع الخرق على الراقع، وحتى لا يلحن بالحجة عليه أريوس، ولكنه عمد إلى لعنه وطرده من حظيرة الكنيسة.
ويبنى ذلك على إنه رأي المسيح يتبرأ من أريوس وبلعنه، نفي من الكنيسة مرتين لهذا الرأي، وبحجة تلك الرؤى المنامية، ومن أمثلتهم قول