٣٠- يقول المؤرخين أن اسمه يوحنا ويلقب بمرقس، ولم يكن من الحواريين الاثني عشر الذين تتلمذوا للمسيح، واختصهم بالزلفى إليه، وأصله من اليهود، وكانت أسرته بأورشليم في وقت ظهور السيد المسيح، وهو من أوائل الذين أجابوا دعوته، فاختاره من بين السبعين الذين نزل عليهم روح القدس في اعتقادهم من بعد رفعه، وألهموا بالتبشير بالمسيحية، كما ألهموا مبادئها. ويقول صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية:"وقد أجمعت تقاليد الطوائف المسيحية على أن الرب يسوع كان يتردد على بيته، وإنه في هذا البيت أكل النصح مع تلاميذه، وفي إحدى غرفه حل الروح القدس على التلاميذ". وجاء في سفر الأعمال:"أن الرسل بعد صعود السيد المسيح كانوا يجتمعون في بيته" ولقد لازم مرقس خاله برنابا (وهو من الرسل) وبولس الرسول في رحلتها إلى أنطاكية وتبشيرهما بالمسيحية فيها، ثم تركها بعد ذلك، وعاد إلى أورشليم، ثم التقى مرة أخرى بخاله، واصطحبه إلى قبرص، ثم افترقا، فذهب إلى شمال أفريقية ودخل مصر في منتصف القرن الأول، فأقام بها وأخذ يدعو إلى المسيحية التي كانت أخبارها قد سبقته إليها، وقد وجد في مصر أرضاً خصبة لقبول دعوته، فدخل فيها عدد كبير من المصريين، وكان يسافر من مصر أحياناً إلى رومة وأحياناً إلى شمال أفريقية، ولكن مصر كانت المستقر الأمين له، فأستمر بها إلى أن ائتمر به الوثنيون، فقتلوه بعد أن سجنوه وعذبوه، وكان ذلك سنة ٦٢ من الميلاد، وقد جاء في كتاب مروج الأخبار في تراجم الأبرار أن مرقس كان ينكر ألوهية المسيح هو وأستاذه بطرس الحواري، وقد جاء في ذلك الكتاب عن مرقس:"صنف إنجيله بطلب من أهالي رومية، وكان ينكر ألوهية المسيح".
اللغة التي كتب بها إنجيل مرقس وتاريخ تدوينه والاختلاف فيه وفي الكتاب:
٣١- وقد كتب هذا الإنجيل باللغة اليونانية، ولم نر أحداً من كتاب المسيحيين ناقض ذلك، وقد ذكر الدكتور بوست في كتابه (قاموس الكتاب المقدس) إنه كتب الإنجيل باليونانية، وشرح فيه بعض الكلمات اللاتينية وأخذ من ذلك إنه كتب في رومة. ويجئ مثله في تاريخ ابن البطريق،