ولقد أحلوا فيما أحلوا من محرمات التوراة لحم الخنزير وكان المعروف إنه حرام في النصرانية التي تأخذ بكتب العهد القديم، وعلى رأسها التوراة.
ويروى ابن البطريق في هذا المقام أن اليهود لما دخلوا في النصرانية بسبب اضطهاد قسطنطين لهم بعد تنصره تشكك النصارى في إيمانهم، فأشار بطريرك القسطنطينية على قسطنطين أن يخبرهم بحملهم على أكل لحم الخنزير وقال له:"أن الخنزير في التوراة حرتم، واليهود لا يأكلونه، فتأمر أن تذبح الخنازير، وتطبخ لحومها ويطعمون منها هذه الطائفة، فمن لم يأكل علمت إنه مقيم على اليهودية" عندئذ آمن قسطنطين بتحريم الخنزير، إذ نصت على التحريم التوراة المقدسة في نظر النصارى، كما هي مقدسة في نظر اليهود، وقال:"أن الخنزير في التوراة محرم فكيف يجوز لنا أن نأكل لحمه، ونطعمه للناس" ولكن البطريرك مازال به حتى حمله على الاعتقاد بأنه حلال، فقد قال له:"أن سيدنا المسيح قد أبطل سائر ما في التوراة، وجاء بتوراة جديدة هي الإنجيل، وقال في إنجيله المقدس أن كل ما يدخل الفم ليس ينجس الإنسان، إنما ينجس الإنسان كل ما يخرجه من فيه" يعني السفه والكفر، وغير ذلك مما يجري مجراه. ويقص قصة عن بولس رسولهم بأن بطرس رأى رؤيا تفيد التحليل، وبذلك يحللون الخنزير.