٨٦- أول اختلاف بينهم بعد تقرير الثالوث أن بطريرك القسطنطينية نسطور رأي أن هناك أقنوماً وطبيعة، فأقنوم الأُلوهية من الأب. وتنسب إليه. وطبيعية الإنسان وقد ولدت من مريم. فمريم أم الإنسان، وليست أم إله.
ويقول في المسيح الذي ظهر بين الناس وخاطبهم، كما نقله عنه ابن البطريق:"أن هذا الإنسان الذي يقول إنه المسيح. بالمحبة متحد مع الأب، ويقال إنه الله وابن الله ليس بالحقيقة، ولكن بالموهبة".
ويظهر من هذا أن المسيح الذي ظهر بين الناس لم يكن إلهاً بحال من الأحوال، ولكنه مبارك بما وهبه الله من آيات وتقديس.
ولذا جاء في تاريخ الأمة القبطية عن نحلته ما نصه:
النسطوريون ينكرون أُلوهية المسيح:
"أما هرطقة نسطور هذه فلم تكن كغيرها نشأت عن اختلاف في عقائد الآباء والأحبار، بل هي جوهرية تختص بأعظم موضوعات الإيمان والأركان في الدين المسيحي، ذلك أن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته، بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة، أو هو ملهم من الله، فلم يرتكب خطيئة، وما أتى أمراً آدا".
على هذا التخريج يكون نسطور لا يعتقد بألوهية المسيح. وإن كان يعتقد إله فوق الناس، وليس مثلهم، ولقد جهر بهذا الرأي، ونادى به، وهو رئيس لكنيسة القسطنطينية، ولها مكانتها، ولكن خالفه غيره من الأساقفة، فكان أسقف روما يعلله برأيه المخالف له، مع ما عند نسطور فيما رآه من بينات، وأدلة.
ولقد بلغت مقالة نسطور بطريرك الإسكندرية، وجرت المراسلات بين أسقف الإسكندرية وأساقفة أنطاكية ورومة وبيت المقدس، فاتفقوا على عقد مجمع أفسس للنظر في هذا الرأي، وإعلان صاحبه بالتبرؤ منه،