وقد علمت بعض ما في نسبه إنجيل متى ويوحنا إليهما. وأما بطرس والباقون فلهم رسائل، ولم يكن معترفاً بصحتها هي ورسائل يوحنا إلى سنة ٣٦٤ حتى إن مجمع نيقية لم يتعرف بصحة نسبتها إلى أصحابها. وقد كان سنة ٣٢٥.
وإذا كان سفر الأعمال لم يذكر أسماء العشرين والمائة، ولم يذكر كذلك إنجيل لوقا أسماء، فكيف تؤمن برسالة لم تعرف أسماؤهم؟ نعم كانت تذكر بعد ذلك أسماء أشخاص، ويوصفون بأنهم رسل، ولكن لم يذكر أهم من العشرين والمائة، أم ليسوا منهم، ومن المؤكد أن بولس لم يكن في العدد الذي ذكر في الأعمال، ولا في العدد الذي ذكر في إنجيل لوقا.
إذن لا مقتنع فيما جاء في سفر الأعمال. ولا في إنجيل لوقا، لأنه لم يذكر أسماء هؤلاء معينين بالاسم, ثم من هو مؤلف سفر الأعمال؟ قالوا إنه لوقا صاحب الإنجيل. إذن فالمصدر هو لوقا في الاثنين، ولوقا قد بينا إنه طبيب وقيل إنه مصور، أو هو طبيب مصور، فهل هو كان من تلاميذ المسيح أو كان من تلاميذ تلاميذه؟ لم يثبت شيء من ذلك، وكل ما ثبت من صلته برجال المسيحية إنه كان من أصحاب أو تلاميذ بولس، وإذن فروايته عن هؤلاء وعن المسيح ليست رواية من شاهد وعاين، وعلى ذلك يكون السند غير متصل بين لوقا والمسيح، أو تلاميذ المسيح.
[الرسل غير معروفين:]
٥٥- لم تعرف إذن حقيقة هؤلاء الرسل، ومن هم بسند صحيح، فضلاً عن أن يكون السند قطعياً، وإذا كنا لا نعرف من هم، فكيف نؤمن لهم بمعجزات؟ إن المصدر الذي ذكر المعجزات هو نفس المصدر الذي ذكر الرسل من غير أن يبين من هم، وهو راو لم يعاين ولم يشاهد. وعلى ذلك يكون الكلام في الإلهام، وإنهم رسل ملهمون لم يثبت بسند يصح الاعتماد عليه، والاطمئنان إليه، وبناء عقيد تشرق وتغرب على أساسه.
ولكن لا نكاد ننتهي إلى النتيجة حتى نجد من مجادلي القوم، والمناظرين عنهم من يزعمون أن لوقا نفسه، صاحب سفر الأعمال، وصاحب الإنجيل كان من الرسل الملهمين فهو لا يحتاج إلى سند، لأن كل كلامه من الروح القدس الذي ملأه كما ملأ إخوانه الرسل، ولكن أين