يجازيهم ضيقاً، وإياكم الذين تتضايقون - راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع مع ملائكة قوته، في نار لهيب معطياً نقمته للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب، ومن مجد قوته. متى جاء ليتمجد في قدسيته، ويتعجب منه في جميع المؤمنين".
فهذه النصوص جميعها تبين بجلاء أن الذي سيحاسب الناس، ويجازيهم بما فعلوا، الخير بمثله والشر كذلك، إنما هو المسيح في نظرهم.
[تقديس الصليب:]
مقام الصليب في المسيحية:
٧٣- لا يرتفع تقديس الصليب إلى مرتبة العقائد السابقة، لأن تلك العقائد أساس المسيحية، أما الصليب فليس له ذلك الحظ. وإن كان شعارهم، وموضع تقديس الأكثرين، ولذا كان حمله علامة على اتباع المسيح.
جاء في إنجيل لوقا: "وقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني".
وحمل الصليب كما يقول كتابهم، أشعار بإنكار النفس، واقتفاء أثر المسيح في هذا الإنكار، والسير وراء مخلصهم، وتأديهم.
جاء في شرح بشارة لوقا للقس إبراهيم سعيد: "إن آثار قدمي المعلم تعين طريق خطوات التلاميذ لأنه وإن كان المسيح قد صلب عنا فقال في صلبه: "قد أكمل" لكنا قد أصبحنا بحكم صلبه عنا تحت التزام شرعي لأن نكون شركاء المسيح المتألم، إن شركتنا الشرعية مع المسيح المصلوب ينبغي أن ترافقها وتدعمها شركة اختيارية فعلية معه، إن صلب المسيح معناه مات عنا، ولكن صليب كل مؤمن معناه:"موت النفس عن الأنانية وحب الذات" وخلاصة هذه الذات هي النفس الأمارة بالسوء، هي تلك الإرادة المتمردة التي ينبغي أن نخضعها" ونستأسرها لطاعة المسيح، فقول كل واحد ليس ما أريد أنا بل ما تريد أنت يا رب، إنه من أوجب واجبات كل مسيحي أن يحمل صليبه مختاراً طائعاً لأن التعبير بحمل صليبه