أو سنة ٦٩ أو سنة ٧٠ أو سنة ٨٩ أو سنة ٩٨ من الميلاد" إذن فليس هناك تاريخ محرر لتدوين هذا الإنجيل، كما إنه ليس هناك بيان قد خلص من الشك بحقيقة كاتبه، وقد علمت ما في ذلك.
ولقد قالوا إنه كتب لغرض خاص. وهو أن بعض الناس قد سادت عندهم فكرة أن المسيح ليس إلهاً، وأن كثيرين من فرق الشرق كانت تقرر تلك الحقيقة، فطلب إلى يوحنا أن يكتب إنجيلاً يتضمن بيان هذه الأُلوهية، فكتب هذا الإنجيل، وقد قاله جرجس زوين اللبناني فيما ترجمه: "أن شيرينطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية بأن المسيح ليس إلا إنساناً. وإنه لم يكن قبل أمه مريم فلذلك في سنة ٩٦ اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح، وينادى بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون، وأن يكتب بنوع خصوصي لاهوت المسيح" قال يوسف الدبس الخوري في مقدمة تفسيره: (من تحفة الجبل) أن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياته بطلب من أساقفة كنائس آسيا وغيرها، والسبب إنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح، فطلبوا منه إثباته وذكر ما أهماه متى ومرقي، ولوقا في أناجيلهم، وقال صاحب مرشد الطالبين: إنه لا يوجد اتفاق بين العلماء بضبط السنة التي فيها كتب يوحنا إنجيله، فإن بعضهم يزعم إنه كتبه في سنة ٦٥ قبل خراب أورشليم، وآخرون ممن يوجد فيهم بعض الأقدمين يرون بكتابته في سنة ٩٨، وذلك بعد رجوعه من المنفى، فالقصد بكتابته إبقاء بعض مسامرات المسيح الضرورية ذات التروي مما لم يذكره باقي الإنجيليين. وأفناء لبعض هرطقات مفسدة، أشهرها معلمون كذبة في شأن ناسوت المسيح وموته، وخاصة ترسيخ النصارى الأوائل في الاعتقاد بحقانية لاهوت وناسوت ربهم وفاديهم ومخلصهم، وقد قيل أن يوحنا لم يؤلف إنجيله إلا بعد صلاة عامة قلبية مع التبعية لأجل أن يوحيه الروح القديس بذلك".
[ما يستنبط من سبب كتابته:]
٣٥- من هذه النقول يستفاد أن كتاب النصارى يجمعون أو يكادون على أن الإنجيل المنسوب إلى يوحنا كتب لإثبات أُلوهية المسيح التي اختلفوا وشأنها، لعدم وجود نص في الأناجيل الثلاثة يعينها، وهنا لا يسع القارئ لتلك النقول إلا أن يستنبط أمرين:(احدهما) صريح وهو أن الأناجيل