ثانيها: أن كل من يريد المحاكمة في أمر يتعلق بالمسيحية وعقائدها يرفع دعوى إلى الكنيسة بروما.
ثالثها: أن جميع المسيحيين خاضعون لكل المراسيم التي يقوم بها رئيس كنيسة روما.
وتلك القرارات كانت مع قرار آخر يعتبر عندهم سنة متبعة، وهو لعن ذلك البطريرك المعزول واسمه فوسيوس، وحرمانه هو وأتباعه.
استطاع فوسيوس هذا أن يعود إلى منصبه، فلما عاد إليه كان أول ما صنعه أن عقد مجمعاً آخر في القسطنطينية سنة ٨٧٩، ويسمى هذا المجمع الشرقي اليوناني، كما يسمى الأول الغربي اللاتيني، وقد قرر فيه رفض كل ما قرره المجمع الأول، وقرر أن انبثاق الروح القدس من الأب فقط، وقد صار كل مجمع يعتبر عاماً عند مشايعيه. كما يعتبرون الآخر خاصاً، بل باطلاً غير ملزم، وكل يكفر أو يفسقه و {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} .
٩٥- كان هذان المجمعان هما السبب في انقسام الكنيسة إلى شرقية يونانية، وغربية لاتينية، ورئيس هذه الكنيسة الغربية هو البابا، وهو مستقل بسياستها وله السلطان على كل الطوائف المنقادة إلى تعاليمها.
[الكنيسة الغربية أو الكنائس:]
وتسمى الكنيسة البطرسية لكون مشايعيها يعتقدون أن مؤسسها الأول هو بطرس الرسول في زعمهم، ويزعمون إنه كبير الحواريين ورئيسهم، ويقولون إنه رأس هذه الكنيسة، والبابوات خلفاؤه من بعده. وتسمى الغربية لكون سلطانها في بلاد الغرب، ويقول صاحب كتاب سوسنة سليمان: "وهي تدعى إنها أم الكنائس، ومسلمتهن، وربما حق لها ذلك لجهة التفاسير التي تبنى عليها أصول التعاليم التقليدية، ونظامات المجامع، وترتيبها، وهي أيضاً التي تأمر بها. وتمتد شوكتها على الخصوص في بلاد إيطاليا وبلجيكا، وفرنسا، وأسبانيا، والبرتغال، وشعوبها منتشرة في أقطار الأرض.