فسأل الرئيس عن الباعث لهذا الانسحاب وعن الأسباب التي تلجئ المجمع إلى إخراج هذا البطريرك من قاعته؟ فكان اعتراض هؤلاء أن ديسقورس شكل مجمعاً دون أن يستأذن الكرسي الرسولي، ويقصدون بالكرسي الرسولي بابا القسطنطينية ... فلم يصادق مندوبو الحكومة على هذا الرأي السقيم، وقرر المجمع بقاء ديسقورس، ولكن على غير كرسي الرياسة، كما كان في المجمع السابق لأنها أصبحت في يد رجال الإمبراطورة، وقد حدث ضجيج وصخب ومنازعات في أثناء الاجتماع مما جعل مندوبي الحكومة يصبحون فيهم قائلين بلسان أحدهم:"إنه لا يجدر بالأساقفة وأئمة الدين أن يأتوا مثل هذه الأعمال الشائنة من صياح، وصراخ، وسب، وقذف، وضرب ولكم. بل يجب عليهم أن يكونوا قدوة للشغب في الهدوء وتسيير الأمور على محور الحكمة والسداد، ولذلك نرجوكم أن تستعملوا البرهان بدل المهاترة، والدليل عوضاً عن القول الهزاء، وأميلوا آذانكم إلى سماع ما سيتلى عليكم".
[الشغب في المجمع:]
وسارت المناقشة بعد ذلك في جو عنيف متعصب وانتهى المجمع إلى أن قرر، أن المسيح فيه طبيعتان لا طبيعة واحدة، وأن الأُلوهية طبيعة وحدها، والناسوت طبيعة وحده. التقتا في المسيح.
قرار المجمع أن المسيح له طبيعتان:
وقد قال ابن البطريق في بيان قرار المجمع:"قالوا أن مريم العذراء ولدت إلهناً، ربنا يسوع المسيح الذي هو مع أبيه في الطبيعة الإلهية، ومع الناس في الطبيعة الإنسانية، وشهدوا أن المسيح له طبيعتان، وأقنوم واحد، ووجه واحد، ولعنوا نسطورس، ولعنوا ديسقورس، ومن يقول بمقالته، ونفوه ولعنوا المجمع الثاني الذي كان بأفسس وقد نفى ديسقورس إلى فلسطين".
الانشقاق ومداه:
٨٨- هنا نرى انشقاقاً بين المسيحية المثلثة، واختلافاً يكون بعبد المدى في الأجيال المقبلة، وهو أساس اختلاف الكنائس إلى يومنا الحاضر