لاعتقاد جازم، وإيمان بدين، وكيف يزعم زاعم أن هذا الكتاب بحواشيه الدخيلة غير المعلومة من متنه الأصيل، هو بإلهام من الله العلي القدير؟! ولكن في العالم عقول تقبل ذلك.
بيد إنه من الإنصاف لهذه العقول أن نقول: أنهم يقيمون غواشي تمنع نورها أن يكشف عن موضع الضعف فيها فهي لا تقبله على نور وبينة، وسلطان مبين.
٥٩- هذه بعض المتناقضات بين هذه الكتب بعضها مع بعض وبعض مناقضتها للعقل والمدون في التاريخ، وإنَّا نحيل القارئ في هذا المقام إلى كتاب إظهار الحق للشيخ - رحمه الله - الهندي: فقد أتى بأكثر من مائة اختلاف بين هذه الكتب، وجبه بما مناظريه، فلم يحيروا جواباً، ولم يستطيعوا خطاباً، ولسنا نريد أن ننقلها برمتها منه فليرجع القارئ إليه، فسيجد الغريب.
[التناقض بينها مبطل لإدعاء الإلهام وبيان إنكارهم لبعضها ثم اعترافهم به:]
وإذا كانت هذه الكتب متناقضة متضاربة يلحق الكذب كلها في حملتها وأجزائها عند مناقشتها فهي إذن ليست بإلهام، ويكفي هذا بطلانا لمدعاهم في الإلهام.
وإن نسبة هذه الكتب إلى من نسبت إليهم على ما فيها، وعلى إنها في ذاتها ليست حجة، هي موضع شك كثير، فإنه ليس لهم سند متصل يصل هذه الكتب في أقدم العصور التي عرفت فيها - بالكاتبين لها، فهي لم تعرف معرفة كاملة قبل مجمع نيقية الذي كان في سنة ٣٢٥، ولم يجئ ذكر لها قبل ذلك إلا على لسان أرينيوس سنة ٢٠٠ وكليمنس سنة ٢١٦.
بل إن مجمع نيقية لم يعترف بكثير منها، فإن ذلك المجمع لم يعترف بما يأتي: