العقل، وإذا كان الأمر كذلك، فهل لنا أن نفهم أن هناك إنجيلاً أصيلاً نزل على عيسى وكرز به على حد تعبيرهم ووعظ. ويعتبر الأصل لهذه الديانة؟
[أقوال علماء النصرانية في إنجيل عيسى:]
ولقد يمهد لذلك الرأي، ويرشح له - أننا وجدنا من مؤرخي المسيحية الأحرار الذين لم يقيدهم في بحثهم إلا العلم والحقائق التاريخية من يصرحون بأنه كانت في القرن الأول رسالة تعتبر أصلاً لهذه الأناجيل فيما جاء به المسيح، وخلاصة أحواله، وهذا ترجمة ما قاله نارتن في كتاب له:"قال أكهارن في كتابه: إنه كان في ابتداء الملة المسيحية في بيان أحوال المسيح رسالة مختصرة يجوز أن يقال إنها هي الإنجيل الأصلي، والغالب أن هذا الإنجيل كان للمريدين الذين كانوا لم يسمعوا أقوال المسيح بآذانهم، ولم يروا أحواله بأعينهم. وكان هذا الإنجيل بمنزلة القلب، وما كانت الأحوال المسيحية مكتوبة فيه على الترتيب".
إذن فهؤلاء الأحرار يقررون أنه كان هناك إنجيل يعد من المسيحية بمنزلة القلب، ولكنه غير موجود، فهل لنا أن نقول أن ذلك الإنجيل هو المشار إليه في أقوال متى، ومرقس، وبولس السابقة، وهو الذي نزل على عيسى، أهو إنجيله وإنجيل الله؟ ليت، وهل ينفع شيئاً ليت، ليت هذا الإنجيل كان قائماً، وحرصت الكنيسة على بقائه، وقامت بحياطته، ليكون فيصلاً بين المختلفين، وحكماً بين الفرق والمفترقين، وليكون قسطاس المجامع القديمة والحديثة التي حكمت حين الانشقاق، وليكون مصدراً علمياً لمن يكتب في المسيحية الأولى، ويتبعها في مدارجها في أحقاب الزمن، وملابسات التاريخ.
[إنجيل برنابا:]
٣٧- لقد كتبنا خلاصة ما بينه المسيحيون في أناجيلهم الأربعة، واستنبطنا من نصوصها ما يدل على وجود إنجيل أصيل، هي منه الفرع من الأصل، على أن في ذلك كلاماً قد طويناه إلى موضعه من القول، وقد أيدنا في استنباطنا بعض الأحرار المسيحيين، واستنبطوا قريناً مما استنبطنا، وقبل أن نغادر الكلام في الأناجيل إلى الكلام في الرسائل يجدر بنا أن نتكلم في إنجيل جديد قد كشف عنه البحث العلمي، وقد حمل