كنيسة الإسكندرية تعلن أن المسيح إله قد اتحد فيه اللاهوت والناسوت وصارا طبيعة واحدة:
٨٧- ولم يحسم ذلك المجمع الخلاف في مسألة اجتماع العنصر الإنساني والعنصر الإلهي في المسيح، فلم يقض على نحلة نسطورس قضاء ببرما، وإن كان قد نفاه وآذاه، بل نمت نحلته بعد ذلك في المشرق، وذاعت في البلاد التي ذكرها ابن البطريق، ولم يتم الخلاف في ذلك عند نسطور وأتباعه، بل أن كنيسة الإسكندرية قد خرجت هي الأخرى برأي جديد عرضته على الملأ من الأساقفة وجمعوا له جمعاً قرروه فيه، وذلك الرأي أن للمسيح طبيعة واحدة اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت، وانعقد لأجل هذا مجمع أفسس الثاني الذي تسميه الكنيسة الكاثوليكية مجمع اللصوص، وفي هذا المجمع أعلن ذلك الرأي.
فلما عارضه بطريرك القسطنطينية وأعلن انسحابه من المجلس، وعدم احترامه، أمرهم رئيس المجلس بإعلام حرماته، وحدث خارج المجلس صخب شديد، وضجة كاد أن يقتل فيها رئيس كنيسة القسطنطينية وقد أشتد الاختلاف بعد ذلك حول هذا المجمع، أهو صحيح محترم السلطان، أم هو مجمع غير عام لا تلتزم بآرائه الكنائس كلها، وأشتد الاختلاف في قرارات الحرمان التي أصدرها، أهي محترمة واجبة التنفيذ، أم هي باطلة، لأنها صادرة من غير سلطة؟ حتى جاءت ملكة على الرومان تخالف ذلك الرأي، وتميل لغيره. فلتنفيذ رأيها في هذا الخلاف الشديد حول مجمع أفسس الثاني وقراراته - أمرت، هي وزوجها، بعقد مؤتمر عام، فاجتمع في مدينة خليكدونية عشرون وخمسمائة أسقف، وكان الاجتماع تحت إشراف زوج الملكة، واجتمع في شهر أكتوبر سنة ٤٥١.
طلب انسحاب بطريرك الإسكندرية ورفض الطلب:
وتقول مؤلفة تاريخ كتاب الأمة القبطية: "وكان أول اقتراح طلبه مندوبو رومية انسحاب ديسقورس بطريرك الإسكندرية من المجلس.