إثارة فتنة. وتجد حربا إذا خلا الإمبراطور فهم، وفي كلتا الحالتين تزداد الدعوة حدة ويزداد أتباعها عددا، ويشتد ساعدهم بموالاة أمراء أعزاء في النفرة.
وفي سنة ١٥٢٩ حاول الإمبراطور أن ينفذ قرار الحرمان الصادر سنة ١٥٢١ ولكن أنصار لوثر يحتجون على ذلك، ومن ذلك الحين سموا البروتستنت أي المحتجين، ثم جرت الأمور سلما فحربا متداولين، حتى إذا مات لوثر، وكان الإمبراطور قد خلص من كل الحروب التي تشغله أنزل بالبروتستنت أقصى العذاب وأشده بلاء، ثم يعقب ذلك صلح بين الفريقين.
[لوثر لم يرد هدم الكنيسة:]
١٢١ - لم يكن لوثر من الغلاة الذين يرمون إلى هدم الكنيسة، ولا إلى محاربة سلطانها، بوصف كونها مرشدة وواعظة ومبينة للناس شئون دينهم، ولكنه كان يريد إصلاح حال الكنيسة ورجالها، وحملهم على الحادة وإعطاءهم من الحق ما أعطته الكتب المقدسة، ووصايا رسلهم، والمأثور عنهم، وهو لم ينظر إلى الباب على أنه خليفة المسيح لا يخطئ، ولا يأتي الباطل إلى قوله، بل نظر إليه على أنه كبير المرشدين الواعظين.
ولما أراد لهم الصلاح - وكان يائسا من أن يقوموا هم بذلك - دعا الأمراء إلى أن يتدخلوا، وقرر أن لهم عليهم سلطانا، وأن لهم الحق في عزل رجل الدين إذا لم يقم بما يأمره به الدين، ووجد أن جزءا من فساد رجال الدين يرجع إلى عدم الزواج.
ورأى أن المنع منه لم يكن في المسيحية في عصورها الأولى، فقرر حقهم في الزواج، وتزوج هو فعلا مع أنه من رجال الدين. وكان زواجه من راهبة.
ووجد أن الكنيسة تحتفظ لنفسها بحق فهم الإنجيل، وذلك من أسباب غلوها وفقدها الرقيب، فجعل لكل مسيحي مثقف الحق في فهمه، واشتغل بترجمته إلى الألمانية ليقرأه كل ألماني.
وأنكر أن المسيح يحل في بدن من يأكل العشاء الرباني. فقد أنكر