لا يخالف الله ولا يهاب إنساناً، وكان في تلك المدينة أرملة، وكانت تأتي قائلة أنصفني من خصمي وكان لا يشاء إلى زمان، ولكن بعد ذلك قال في نفسه: وإن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنساناً، فإني لأجل أن هذه الأرملة تزعجني أنصفها لئلا تأتي دائماً فتقمعني. وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم، أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً وهو متمهل عليهم، أقول لكم إنه ينصفهم".
يقول القس إبراهيم سعيد في شرح الجمل في إنجيل لوقا: "ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل" من هنا ترى أن صلاة المثابرة واللجاجة ليست من الأمور الممكنة فقط، ولكنها من الأمور الواجبة، فهي فرض عين لا فرض كفاية، وهذا عن خلاف ما علم به التلمود، محظور على الإنسان أن يصلي أكثر من ثلاث مرات في النهار، لأن الله يمل الصلاة كل ساعة، ولقد أوصى المسيح بالصلاة من غير ملل لعلمه أن صلاة الروح تعب على الجسد، سيما إذا تأخرت الإجابة، فالروح نشيط والجسد ضعيف".
وجاء في آخر رسالة بولس إلى أهل تسالونيكي:"صلوا بلا انقطاع".
وبين معنى صاحب رسالة الأصول والفروع فيقول:"معنى هذا أن نساحضر في أذهاننا روح الصلاة على الدوام، وكلما خطر على البال ذكر الله ومحبته نرفع قلوبنا إليه، سواء أكان بالقول أو بالتوجهات القلبية بدون كلام، والله يعلم ما في القلوب.
[من شعائر المسيحية:]
٧٥- للمسيحية شعائر يجب القيام بها، لا يصح التخلي عنها، ويقولون فيها إنها فرائض مقدسة وضعها المسيح، وهي أعمال جليلة تشير إلى بركات روحية غير منظورة عندهم، ومن الشعائر الواجب اعتقادها والعمل بها التعميد والعشاء الرباني.
التعميد والعشاء الرباني:
وقد جاء في إنجيل متى عن التعميد: "تقدم يسوع وكلمهم قائلاً دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيكم به".