الحمد لله الذي خلق فقدر، وخلق آدم من طين، وعيسى ابن مريم من غير أب ليكون حجة على العالمين. فيثبت أن الخلق بالإرادة لا بالعلية، فتبارك الله أحسن الخالقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وسائر النبيين، المبعوثين رحمة للناس أجمعين.
أما بعد، فقد جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال:
ثلاثة لهم أجران:"رجل من أهل الكتب آمن بنبيه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه. ورجل كانت عنده أمه فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران".
ويقبس من هذا الروح السمح كتبنا كتاب محاضرات في النصرانية، نرجو به مع إحقاق الحق الهداية، لا نهاجم اعتقاداً، ولا نبطل عقيدة، بل ننير السبيل ونضع المصباح أمام الجادة فيسلكها من يريد الرشاد، ومن يرجو السداد، ولكننا في عصر فهم الناس فيه الدين منزعاً جنسياً، ولم يفهموه حقاً اعتقادياً، ولا تهذيباً نفسياً، ولا خلاصاً روحياً، فكان ذلك حاجزا دون أن تصل الهداية إلى القلوب، ولن تشرق النفوس بنور الحق.
وقد كلن الناس في الماضي يوجد من بينهم من يقول {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} أما الآن بالناس جميعاً غلقوا على أنفسهم باب النور باعتبارهم الدين جنسا، والاستمساك به من القومية أو ما يشابهها، فيكون العار على من خالف، وإن كانوا يعلمون أن فيما يعتقدون ما ليس بمفهوم.
وبسبب هذه النزعة الجنسية في التدين ظهر نقد لكتابي هذا من بعض بني وطني غير المسلمين، وكنت (علم الله) مستريحاً لظهوره، فجمعت