وجاء في رسائل بولس ما يشير إلى هذه الرفقة، وتلك الأزمة. ففي الإصحاح الرابع من رسالته إلى كولوسي يقول:"ويسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب"، وفي الإصحاح الرابع من رسالته الثانية إلى أهل تيموتاوس يقول:"لوقا وحده معي"، وفي رسالته إلى أهل فليمون يقول:"مرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي". من هذا كله يفهم أن لوقا هذا هو الأنطاكي، الطبيب، ومثل هذا جاء في تاريخ ابن البطريق، ويستنبط القس إبراهيم سعيد من كون بوقا طبيباً معاني كثيرة تسمو بإنجيله، فيقول:"وكان لوقا طبيباً، وهذه المهنة لها قيمتها الخاصة لأنها تلقي على حياة لوقا نورا ساطعاً، فترينا إياه الرجل العلمي العملي المدقق المحقق، الرقيق الأسلوب، الجميل الديباجة، لأن الرومان لم يسمحوا في وقتهم لأحد أن يتعاطى مهنة الطب، إلا لمن جاز امتحانات عدة على جانب عظيم من الصعوبة والدقة والخطورة"، ثم يبين:"أن كونه طبيباً قد سرد ولادة المسيح من غير أب سرداً طبيعياً هادئاً من غير محاولة التدليل على جوازه، يؤخذ منه أن ذلك ليس ضد العلم، وإن كان فوق متناول العالم، وليس ضد الطبيعة، وإنه فوق مجرى الطبيعة". ويرجح - كما قال كثيرون - إنه ولد بأنطاكية، ولكن الدكتور بوست يقرر إنه لم يكن أنطاكيا، ويبين أن الذين يقولون إنه أنطاكي وعموا ذلك أو ظنوه من اشتباهه بلوكيوس، فيقول: ظن بعضهم إنه (لوقا) مولود في أنطاكية إلا أن ذلك ناتج من اشتباهه بلوكيوس. وزعم بوست إنه كان رومانيا نشأ بايطاليا. ومهنة الطب التي نسب إليها ليست أيضاً موضع اتفاق، لأن بين المؤرخين المسيحيين من يقرون إنه كان مصوراً.
ومن هذا يتبين أن الباحثين ليسوا على علم يقيني بمولد وصناعة كاتب هذا الأنجيل، فمن قائل إنه انطاكي ولد بانطاكية، ومن قائل إنه روماني ولد بايطاليا، ومن قائل إنه كان طبيباً، ومن قائل إنه كان مصوراً، وكلهم يتفقون على إنه من تلاميذ بولس ورفقائه، ولم يكن من تلاميذ المسيح، ولا من تلاميذ حوارييه. ولبولس هذا شأن خطير في المسيحية كما سنبين.
من كتب لهم إنجيل لوقا، ولغته، واختلافهم حوله:
ويختلفون أيضاً في القوم الذين كتب لهم أولاً هذا الإنجيل. فالقس إبراهيم سعيد يقول: "إنه كتب لليونان، وإنجيل متى كتب لليهود. وإنجيل