العامل الثاني: عامل السلطان والجاه بتقريب من يقول مقالة تأليه المسيح وإدنائه من ذوي السلطان، وتمكينه من الرقاب، وتغريب من لا يقول هذه المقالة، واضطهاده، وإبعاده عن حظيرة المسيحية، ولعنه وطرده وتصويره للناس بصورة من لا يقدس المسيح، ولا يرجو له وقاراً وإجلالاً.
كان العامة بين هذين العاملين مع فقد الكتب المسيحية القاطعة في الاستدلال والتي تقف المغالين عند حد الاعتدال. وقد كانت كفة التوحيد هي الراجحة، حتى بعد مجمع نيقية، ولكن جاءوا بعد ذلك، وأخفقوا صوت المنادين بالتوحيد وحيل بينهم وبين ما يدعون إليه. ولم يمكنوهم من أن تصل دعوتهم إلى العامة فصار العامة بعد ذلك لا يسمعون إلا جانباً واحداً، وخاضعين لعامل واحد، وهو الخروج عن نطاق التوحيد، فتم للحكام والقسيسين ما أرادوا واختفى تين المسيح عليه السلام. وقام دين البطارقة والقسيسين.