امتلكوها من بلاد سورية وفلسطين، ليخضعوا بطارقة أورشليم، وجميع الأكليرس اليوناني بواسطة الحبس وإقفال الحبس وإقفال الكنائس إلى أن أحوجوهم أن يفضلوا مودة العرب حكام البلاد الأصليين على موادتهم ويختاروا تسلط شعب يرضى بجزية على أن يتسلط عليهم ملك روحي طعمه وطمع قصاده لا يشبعان".
حينئذ أحس أولئك المسيحيون بنعمة الإسلام عليهم، ونعمة حكم المسلمين لهم، فقد سامتهم الكنيسة الغربية وملوكها الخسف والهوان، ونقبوا عن قلوبهم، وبحثوا عما تكنه الصدور، ولكن نعمة الإسلام كانت تلاحقهم، فلم ينقض زمن طويل، حتى جاءهم الإسلام في القسطنطينية وأعطاهم الأمن والدعة والقرار والاطمئنان، حتى لقد قالوا كما حكي صاحب السوسنة: "عمامة السلطان محمد الفاتح، ولا تاج البابا المثلث".