للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تاريخها، كتبها المتقدمون، ورددها المتأخرون، فهي شهادات من أهلها استنطقناها، فنطقت، واستهديناها، فهدت، واسترشدنا بها فأرشدت، وما ضنت.

وإذا كان من إخواننا وعشرائنا من تململ من محاضراتنا. أو تبرم من مخالفتنا لما يؤمن به، فأنا - علم الله - ما قصدنا بكلامنا إحراجاً ولا إيلاماً، إنما أمانة العلم هي التي جعلتنا لا نقدم لتلاميذنا الذين نلقاهم، والذين لا نلقاهم بالخطاب، بل نلقاهم بالكتاب، إلا ما نعتقد أنه الحق الناصع، وقد وجه إلينا نقد من بعض المخلصين من إخواننا المسيحيين في مقالات متتابعة نشرتها إحدى المجلات المسيحية، فما ضاقت صدورنا، بل ذهبنا إلى الناقد في داره، وطلبنا إليه أن يطلعنا على كل الأعداد التي تشتمل على نقد لنا، لنصحح خطأ وقعنا فيه، أو لنبدل حكماً ما أنصفنا فيه، عملاً بقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} .

ولنا لنحسب أنه ليس من بين إخواننا أقباط مصر من ظلموا، فما كان لنا إلا أن نتقبل النقد بقبول حسن، ونتبعه في كل ما وجه إلينا مستطيبين ذلك، حتى ما كان منه تهجم علينا. فإن المخلص يستمع، ولو كان في كلام مخالفه هجوم، أو تهجم بغير الحق.

وما وجدنا في النقد ما يغير حكماًً، ولقد أرسل إلينا بعض أبنائناً المسحيين رسائل نقد قدرناها، فقراناها، وكان كتابها يخرجون عن حد النقد أو الدفاع إلى ما لا يحسن من قول، فما ضاقت صدورنا، وحاولنا أن ننتفع منها، ولكنا ما وجدنا فيها أيضاً ما يبرر لنا تغيير حكم حكمنا به، وإلى هؤلاء وأولئك نعتذر.

ولا يصح أن يتبرم أحد من إخواننا وأبنائنا من كلام نسوته لطلابنا، معتقدين أنه الحق الذي لا ريب فيه، فلو كان أهل كل دين تضيق صدورهم بالبحث والدرس، لكان حقاً علينا معشر المشتغلين بالدراسات الإسلامية أن تذهب نفوسنا حسرات مما يكتبه بعض علماء أوروبا عن الإسلام، يفترون على حقائقه ولا يدرسونه دراسة موضوعيه، بل يدرسونه دراسة

<<  <   >  >>