ولوكيوس القيرواني، ومنابن الذي تربى مع هيروكس رئيس الربع، وشاول.
وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما، فهذا، إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرص. ولما سارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكان معهما يوحنا خادماً" وقد استمر برنابا وبولس مصاحبين في التبشير بالديانة المسيحية في قبرص. وحدثت على أيديهما المعجزات، حتى زعم الناس أنهما الهان. وجاء فيه عن بيان وقع الخبر عليهما: فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما، واندفعا إلى الجمع صارخين وقائلين: "أيها الرجال لماذا تفعلون هذا؟ نحن بشر تحت آلام مثلكم. نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم، مع إنه لم يترك نفسه بلا شاهد".
ومن هذا كله يتبين أن رسالة الأعمال تشهد أن برنابا كان من الرسل في اعتقادهم، الذين أخلصوا للدعوة إلى المسيحية، حتى باع كل ما يملك؟ وألقى بثمنه بين أيدي الرسل يتصرفون به في سبيل نشر الدعوة، وينفقونه في حاجات الجميع. وإنه هو الذي شهد لبولس بالإيمان. وإن الكنيسة أرسلتهما مبشرين بالمسيحية في قبرص بعد أن ارسلت برنابا وحده إلى أنطاكية، وأن برنابا كان رجلاً صالحاً ممتلئاً من الروح، وأن الروح القدس خصه بعناية من بين الرسل والمعلمين كما يعتقدون.
وينص بولس في رسالته إلى أهل كولوسى في إصحاحها الرابع على أن مرقس صاحب الإنجيل ابن أخت برنابا: فيقول: "يسلم عليكم ارسترخص المأسور معي، ومرقس ابن أخت برنابا الذي أخذتم لأجله أن آتى إليكم فاقبلوه".
ولقد كان مرقس هذا يصاحب وبولس قي سفرهما للدعاية والوعظ. ولقد افترقا بسبب إرادة برنابا أن يصحبهما ابن أخته في الطواف في المدن التي سبقت إليها الدعاية، ومخالفة بولس لذلك، ولذلك جاء