للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقلت: "هل في غنمك مِن لَبَن؟ ". قال: "نعم". قال: قلت: "هل أنت حالبٌ لي؟ ". قال: "نعم". فأمَرتُه فاعتقل شاةً منها، ثم أمرتُه فنفض ضَرْعُها مِن الغُبَار، ثم أَمرتُه فنَفَضَ كفَّيْه من الغُبَار، ومعي إداوة (١) على فمها خِرْقة، فحلب لي كُثْبَةً (٢) من اللَّبنِ، فصببتُ (٣) على القدح حتى بَردَ أسفلُه، ثمَّ أتيتُ رسول الله ، فوافيتُه وقد استيقظ، فقلتُ: "اِشْرب يا رسولَ الله". فشَرِب حتى رضيتُ، ثم قلتُ: "هل أنَى (٤) الرَّحِيل (٥)؟ ". (٦) فارتحلنا والقوم يطلبونا (٧)، فلم يدركنا أحدٌ منهم إلا سُراقة بن مالِك بن جُعْشُم (٨) (٩) على فَرَس له، فقلتُ:


(١) الإداوَة: من أدا، وهي: إناء صغير من جِلْد يُتَّخَذ للماء كالسطيحة ونحوها، وقيل: المَطْهَرة، والجمع: أداوى. النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (أدا) (١/ ٤٦)، لسان العرب لابن منظور، مادة (أدا) (١٤/ ٢٤).
(٢) الكُثبة: من كثب، والكثبة من اللبن: قَدْرُ حَلْبَةٍ، والجمع: كُثَبٌ. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (كثب) (ص: ٧٧١)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (كثب) (٢/ ٥٢٤).
(٣) زادت -هنا- في مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (حديث رقم ٣) (١/ ٧٢): (يعني: الماء).
(٤) أَنَى: من أنا، وأنَى الشيء: أي حان، وأنى أيضًا: أَدْرَك. الجوهري: إسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، دار العلم للملايين، بيروت، ط ٣، ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م، مادة (أنا) (٦/ ٢٢٧٣). ابن دُرَيد: أبو بكر محمد بن الحسن بن دُرَيد الأزدي، جمهرة اللغة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م، مادة (أنا) (١/ ٢٣٧). معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (أنى) (ص: ٥٥ - ٥٦)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (أنا) (١/ ٨٦).
(٥) كذا في الأصل، وهو ما يقتضيه السِّياق، أما في مسند أحمد بن حنبل (حديث رقم ٣) (١/ ٧٢): (للرحيل).
(٦) زادت -هنا- في مسند أحمد بن حنبل، مسند أبي بكر الصديق (حديث رقم ٣) (١/ ٧٢): (قال).
(٧) كذا في الأصل، وفي مسند أحمد ابن حنبل (حديث رقم ٣) (١/ ٧٢): (يطلبوننا).
(٨) في الأصل: (جشعم)، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتُّه من مسند أحمد ابن حنبل (حديث رقم ٣) (١/ ٧٣).
(٩) هو: أبو سُفيان سُرَاقَة بن مَالِك بن جُعْشُم الكِناني المُدْلِجيُّ، الصَّحابي، وقد ينسب إلى جدّه، كان يسكن قُدَيْدًا، وعداده في أهل المدينة، مات عام ٢٤ هـ، وقيل: بعدها. أسد الغابة لابن =

<<  <   >  >>