كتاب مسند أبي بكر الصديق - لابن كثير

أحاديث البيوع والمعاملات - أثر يشتمل على حديث قد يستدل به على مقتضى الحديث الوارد النهي عن قفيز الطحان - ص: 320

يُعْضُوها (١) (٢) قال: وكنتُ اِمْرَءًا لَبِقًا (٣) جَازِرًا (٤)، قال: فقلتُ: "أتعطوني منها عَشِيرًا (٥) على أن أُقَسِّمُها بينكم؟ ".

قالوا: "نعم". قال: فأخذت الشفرتين، فجزَّأتُها مكاني، وأخذت منها جزءًا (٦)، فحملته إلى أصحابي، فأطبخناه، (وأكلناه) (٧)، فقال لي أبو بكر وعُمر (٨): "أَنَّى (٩) لك هذا اللحم يا عوف؟ ". فأخبرتهما (١٠) خَبَرَهُ، فقالا:"والله ما أحسنتَ حين أطعمتنا (١١) هذا". ثم قاما يتقيآن ما في بطونهما من ذلك، قال:

---

(١) يُعْضُوها: من عضا، وعضو أي يُقَطِّعُوها، ويُفصِّلون أعضاءها، فالعِضْو والعُضْو والتَّعضية: أن يُعْضيَ الذبيحة إلى أعضاء، وعَضَّاها: قَطَّعَها، وفَصَّل أعضاءها. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (عضو) (ص: ٦٥٨)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (عضا) (٢/ ٢٢١).
(٢) زادت - هنا - في السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨): (و).
(٣) لَبِقًا: من لبق، أي حاذِقًا بالشيء، ورفيقًا بكل عمل. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (لبق) (ص: ٧٩٤)، لسان العرب لابن منظور، مادة (لبق) (١٠/ ٣٢٦).
(٤) جَازِرًا: من جزر، أي جَزَّارًا، وحرفته الجُزارَة، والجَزَّارُ والجزيِّرُ: الذي يَجْزُر الجَزورَ، وأجزَرْتُ القوم: إذا أعطيتهم شاة يذبحونها، معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (جزر) (ص: ١٦٥)، لسان العرب لابن منظور، مادة (جزر) (٤/ ١٣٤ - ١٣٥)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (جزر) (١/ ٢٦١).
(٥) عَشِيرًا: من عشر، وهو: العُشْر، وهو جزء من الأجزاء العشرة، والجمع: أعشراء. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (عشر) (ص: ٦٥٠ - ٦٥١) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (عشر) (٢/ ٢٠٨ - ٢٠٩).
(٦) في الأصل: (جزؤًا)، والصواب ما أثبتُّه من السيرة لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨).
(٧) كذا في الأصل، وفي السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨): (فأكلناه).
(٨) زادت - هنا - في السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨): (رضي الله عليهما).
(٩) أَنَّى لك: بعد البحث لم أقف على تفسير لها في المصادر التي بين يديّ، ولعله أُراد بها: من أين لك؟.
(١٠) في الأصل: (فأخبرتها)، والصواب ما أثبتُّه من السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨) لأن السياق يقتضيه.
(١١) في الأصل: (أطعمنا)، والصواب ما أثبتُّه من السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٨) لأن السياق يقتضيه.