كتاب مسند أبي بكر الصديق - لابن كثير

كتاب الإمامة - أثر في التشديد في الإمارة - ص: 458

قال: فَصَحِبْتُ أبا بكر، قال فكنتُ (١) معه في رَحْلِهِ، قال: فكانت (٢) عليه (٣) فَدَكِيَّةٌ (٤)، فكان إذا نزلنا بَسَطَها، وإذا ركبنا لَبِسَهَا، ثم شَبَكَها (٥) عليه بِخِلال (٦) له، قال: وذلك الذي يقول له أهل نَجْد (٧) حين ارْتَدُّوا كُفَارًا: أ (٨) نحن نُبَايِعُ ذا العباءة؟!

قال: فلما دَنَوْنَا (٩) من المدينة قافِلين (١٠) قلت: "يا أبا بكر! إنما صحبتكَ لينفعني الله بك، فانصحني وعلِّمني". قال: "لو لم تسألني هذا لفعلت". قال: "آمرك أن تُوحِّد الله، لا تُشرك به شيئًا، وأن تُقِيمَ الصَّلاة، وأنْ تُؤْتِي الزَّكاة، وتصوم رمضان، وتَحُجَّ هذا البيت وتغتسل من الجنابة، ولا تَتأَمَّرْ على رجل (١١) من المُسلمين أبدًا".

---

(١) كذا في الأصل، وفي السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (فسكنت).
(٢) كذا في الأصل، وفي السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (وكانت).
(٣) زادت - هنا - في السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (عباءة له).
(٤) فَدَكِّية: عباءة من بلدة فَدَك.
(٥) كذا في الأصل، وفي السيرة النبوية لمحمد بن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (شكها).
(٦) الخِلال: من خلل، وهو العود الذي يُتخلَّل به، وما خُلَّ به الثوب أيضًا، والجمع: الأخِلَّة.
معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (خلل) (ص: ٢٤٢)، لسان العرب لابن منظور، مادة (خلل) (١/ ٢١٤)، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة (خلل) (١/ ٥٢٨).
(٧) نَجْد هو اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن، وأسفلها العراق والشام، وقيل: كل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد، ومن مدنها اليوم: الرياض وما حولها. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع لأبي عبيد البكري (١/ ١٦ - ١٧)، معجم البلدان لياقوت الحموي مادة (نجد) (٥/ ٣٠٤)، أطلس الحديث النبوي لأبو خليل (ص: ٣٥٦).
(٨) زادت في الأصل، غير موجودة في السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧).
(٩) كذا في الأصل، وفي السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (دنوا).
(١٠) زادت - هنا - في السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧): (قال).
(١١) في الأصل): (رجلن)، لعله تصحيف سمعي، والصواب ما أثبتُّه من السيرة النبوية لابن إسحاق (٢/ ٦٨٧).