الشَّافِعِيَّة لَهُ وَجه فِي الْمَذْهَب وَقد سمع صَحِيح البُخَارِيّ من الْفربرِي وَحدث بِهِ عَنهُ وَهُوَ أجل من حدث بِهِ عَن الْفربرِي
وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ مَا فِي هَذِه الْكتب كلهَا أَجود من كتاب مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل
وَقَالَ الْعقيلِيّ لما ألف البُخَارِيّ كتاب الصَّحِيح عرضه على عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَغَيرهم فاستحسنوه وشهدوا لَهُ بِالصِّحَّةِ إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث قَالَ الْعقيلِيّ وَالْقَوْل فِيهَا قَول البُخَارِيّ وَهِي صَحِيحَة
فصل فِي بَيَان شَرطه فِيهِ وَمَا اتَّصل بذلك من قصَّته مَعَ الذهلي
أخبرنَا أَبُو الْفرج بن حَمَّاد أَنا يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْحُسَيْن أَنا الْمُبَارك بن أَحْمد فِي كِتَابه قَالَ قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْحَافِظ أعلم أَن شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم أَن يخرجَا الحَدِيث الْمُتَّفق على ثِقَة نقلته إِلَى الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور من غير اخْتِلَاف بَين الثِّقَات الْأَثْبَات وَيكون إِسْنَاده مُتَّصِلا غير مَقْطُوع وَإِن كَانَ للصحابي راويان فَصَاعِدا فَحسن وَإِن لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد وَصَحَّ الطَّرِيق إِلَيْهِ أَخْرجَاهُ
قَالَ وَأما مَا أخبرنَا أَبُو بكر بن خلف عَن الْحَاكِم أبي عبد الله قَالَ الْقسم الأول من الصَّحِيح اخْتِيَار البُخَارِيّ وَمُسلم وَهُوَ الدرجَة الأولى من الصَّحِيح ومثاله الحَدِيث الَّذِي يرويهِ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن الصَّحَابِيّ وَله راويان ثقتان ثمَّ يرويهِ عَنهُ من اتِّبَاع التَّابِعين الْحَافِظ المتقن الْمَشْهُور وَله رُوَاة من الطَّبَقَة الرَّابِعَة ثمَّ يكون ح ٣٦٨ أشيخ البُخَارِيّ وَمُسلم حَافِظًا متقنا مَشْهُورا