فأخرجناه فَزَاد على خَمْسَة عشر ألفا فقرأها كلهَا عَن ظهر قلب حَتَّى جعلنَا كلنا نحكم كتبنَا من حفظه فَعلمنَا أَنه لَا يتقدمه أحد فَكَانَ أهل الْمعرفَة بِالْبَصْرَةِ يعدون خَلفه فِي طلب الحَدِيث ويكتبون عَنهُ وَهُوَ شَاب حَتَّى يغلبوه على نَفسه ويجلسونه فِي بعض الطَّرِيق فيجتمع عَلَيْهِ أُلُوف أَكْثَرهم مِمَّن يكْتب عَنهُ وَكَانَ إِذْ ذَاك شَابًّا لم يخرج وَجهه
وَقَالَ محب بن الْأَزْهَر السجسْتانِي كنت بِالْبَصْرَةِ فِي مجْلِس سُلَيْمَان بن حَرْب وَالْبُخَارِيّ جَالس لَا يكْتب فَقيل لبَعْضهِم مَاله لَا يكْتب فَقَالَ يرجع إِلَى بُخَارى فَيكْتب من حفظه
وَقَالَ الْوراق كَانَ شَدِيد الْحيَاء فِي صغره حَتَّى قَالَ شَيْخه مُحَمَّد بن سَلام البيكندي أَتَرَوْنَ الْبكر أَشد حَيَاء من هَذَا الْغُلَام قَالَ وسمعته يَقُول كنت فِي مجْلِس الْفرْيَابِيّ فَقَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُرْوَةَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ أَنَسٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ قَالَ فَلم يعرف أحد فِي الْمجْلس أَبَا عُرْوَة وَلَا أَبَا الْخطاب فَقلت أما أَبُو عُرْوَة فمعمر وَأما أَبُو الْخطاب فقتادة قَالَ وَكَانَ الثَّوْريّ فعولًا لهَذَا يكني الْمَشْهُورين
ذكر مَرَاتِب مشايخه الَّذين حدث عَنْهُم
وهم على خمس طَبَقَات
الطَّبَقَة الأولى
من حَدثهُ عَن التَّابِعين مثل مكي بن إِبْرَاهِيم ومُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وعبيد الله بن مُوسَى وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَأبي نعيم الْملَائي