للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبأنّ غيرهم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه, إلى أمثال ذلك من مناقبهم الشّريفة ومراتبهم المنيفة.

وقد ذكر ابن عبد البرّ في ديباجة ((الاستيعاب)) (١) جملة شافية ممّا يدلّ على فضل أهل ذلك الزّمان, [وذكر في ذلك أحاديث كثيرة] (٢).

منها الحديث الصّحيح الشّهير أنه ((لا يدخل النّار أحد شهد بدراً والحديبية)) (٣) رواه من طرق كثيرة.

وروى الحديث المشهور من طريق أبي الزّبير عن جابر مرفوعاً ((لا يدخل النّار أحد بايع تحت الشجرة)) (٤) ثمّ روى أنّ أهل الحديبية كانوا ألفاً وأربع مائة, وأهل بيعة الرضوان ألفاً وخمس مائة, وأهل بدر ثلاث مئة وبضعة عشر, وذكر الحديث ((ألا إنّكم توفّون /سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) (٥) والحديث الذي فيه: ((إنّ الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلوب أصحاب محمد خير قلوب العباد)) (٦) ,


(١) (١/ ٢ - ٥) بحاشية ((الإصابة)).
(٢) النّص مضطرب في (أ) , وتصويبه من (ي) و (س).
(٣) أخرجه مسلم برقم (٢٤٩٥) من حديث جابر - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه مسلم برقم (٢٤٩٦) من حديث أم مبشر -رضي الله عنها- يرويه عنها جابر.
(٥) أخرجه أحمد: (٥/ ٣) , ومن طريقه ابن الجوزي في ((الموضوعات)): (١/ ٢٩) , وأخرجه ابن عبد البرّ في ((الاستيعاب)): (١/ ٥) من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. وهذا إسناد حسن.
(٦) رواه أحمد: (١/ ٣٧٩) , والطّيالسي في ((مسنده)): (ص/٣٣) , والطّبراني في ((الكبير)): رقم (٨٥٨٢) , و ((الأوسط)): (٤/ ٣٦٧) , والحاكم: (٣/ ٧٨) , والبيهقي في ((المدخل)): (ص/١١٤) , من قول ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً. وصححه الحاكم والذهبي, وقال الحافظ في ((الدراية)): (٢/ ١٨٧): ((أخرجه أحمد موقوفاً على ابن مسعود بإسناد حسن)) اهـ, وكذا حسّنه السخاوي في ((المقاصد الحسنة)): (ص/٣٦٧).
وجاء مرفوعاً من حديث أنس - رضي الله عنه - أخرجه الخطيب في ((التاريخ)): (٤/ ١٦٥) , وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)): (١/ ٢٨١) , وقال: ((تفرّد به النخعي -أي أبا داود- قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث, وهذا الحديث إنّما يعرف من كلام ابن مسعود)) اهـ.