للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صحّ عنهم من البدع ما هو شرّ من ذلك.

وكذلك الحسينية قد صحّ تواتر أنّهم يفضّلون الحسين بن القاسم (١) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وهم من فرق الزّيديّة, والزّيديّة يكفّرون هاتين الطّائفتين, فكما لم يلزم الزّيديّة شيء من تلك البدع لقول بعض جهلتهم بها, مع إنكارهم على من قالها؛ فكذلك لا يلزم أهل الحديث كل بدعة قيلت في بلادهم أو قالها من وافقهم في بعض عقائدهم, فزن الأشياء بالموازين العلمية وتعرّف من الحشويّة, واحذر أن تكون من هذه الفرقة الغويّة, لقبول الكثير (٢) من الأحاديث الفريّة, المدسوسة في الأحاديث المرويّة.

السّبب الثّاني: أنّ الأنبياء -عليهم السّلام- قبل النّبوّة لا يسمّون أنبياء حقيقة, ولا تثبت لهم أحكام النبوّة, ألا ترى أنّ كلامهم وأفعالهم قبل النّبوّة ليست بحجّة, وأمرهم قبلها لا يقتضي الوجوب, والشّاك في حكمهم (٣) قبلها لا يكفر, وذلك لأنّ حكمهم قبل النّبوّة


(١) هو الحسين بن القاسم العياني, من أئمة الزّيديّة, توفي سنة (٤٠٤) وعمره (٢٨) سنة.
وفي عقيدته كلام كثير, واتّهام خطير, حتى ألّف حميد بن أحمد حميدان رسالة في عقيدته, سماها: ((بيان الإشكال فيما يحكى عن الحسين بت القاسم من الأقوال)) مخطوط في الجامع الكبير (٦ق).
وانظر: ((فرجة الهموم والحزن)): (ص/١٧٤) , و ((الاعلام)) , (٢/ ٢٥٢) وقد وهم الزركلي في تاريخ ولادته فجعله (٣٨٤) والصّواب (٣٧٦).
(٢) في (س): ((لقبولك لكثير)).
(٣) في نسخة: ((صدقهم)) , كذا في هامش (أ) و (ي).