للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موارده]

لقد تنوعت موارد ابن الوزير -رحمه الله- في كتابه هذا, إذ استفاد من جميع العلوم الإسلامية المتمثلة في مصنفات علماء الإسلام الحافلة, من تفسير وحديث, وفقه وأصول, ولغة وعقائد.

وقد ضرب المؤلف -رحمه الله- للدارسين مثلاً أعلى, وهمة تحتذى, لا تعرف الكلل ولا السأم, فلقد كان حريصاً كلّ الحرص على الإفادة والإقتباس من كلّ ما طالته يده من مصنفات أهل السنة لنقل أقوالهم منها, مع بعد عن ديارهم وعن مصنفاتهم الحافلة, كما صرح بذلك في مواضع (١).

كما حرص في الوقت نفسه على النقل من كتب أصحاب المعترض من الزيدية والمعتزلة, ولم يشكُّ من شَحِّها وعدم توفرها؛ إذ الأرض أرضهم والدولة لهم, مع استظهاره لكثير منها (٢).


(١) (ص/٢٣٣) , ومع بعد المؤلف عن ديار أهل السنة وعن مصنفاتهم, فقد جمع إلى ذلك اعتزاله عن الناس حيث أنشأ الجواب وهو في ((بواد خوالي, وجبال عوالي:
فحينا بطودٍ تمطرُ السُّحْب دونه ... أشم منيفٍ بالغمام مؤزرُ
وحيناً بشعبٍ بطنِ وادٍ كأنه ... حشا قلمٍ تُمسي به الطير تصفُرُ

اهـ. ((الروض)) (١/ ١٦).
(٢) إلا في مرة فإنه قال: ((ولكن لم يحضرني تأليفه -أي يحيى بن حمزة- فأنقل ألفاظه في ذلك)) اهـ «الروض)) (١/ ٩٨) , وذلك لاعتزاله في تلك الجبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>