للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ((لئلا يستدرك على كتابه)) (١) , فلم يذكر فيه زيد بن علي -رضي الله عنهما- مع أنّه من رجال الكتب السّتّة, على أنّه قلّ ما سلم أحد من ذكره في هذا الكتاب, حتّى إنّه ذكر سفيان الثّوري, وأويساً القرني, وجعفر الصّادق, ويحيى بن معين, وأبا حنيفة (٢) , وعليّ بن المديني, وأمثال هؤلاء الأئمة, وإنّما ذكرهم لأنّه قلّما سلم أحد من الكلام بحقّ أو باطل, فحين لم يذكر زيد بن عليّ -رضي الله عنهما- دلّ ذلك على جلالته, وأنّ الذّهبيّ على سعة اطلاعه لم يعلم فيه قدحاً ألبتّة.

وأصرح من هذا أنّ الذّهبيّ قال في كتابه ((الكاشف)) (٣): ((إن زيداً - رضي الله عنه - استشهد)) بهذا اللفظ, وهذا نصّ منه في موضع النّزاع, فإنّ الباغي ليس بشهيد إجماعاً.

الفصل الثاني: في بيان أنّ منع الخروج علىالظّلمة استثنى من ذلك من فحش ظلمه, وعظمت المفسدة بولايته, مثل: يزيد بن معاوية, والحجّاج بن يوسف, وأنّه لم يقل أحدّ منهم ممّن يعتدّ به بإمامة من هذه حاله, وإن ظنّ ذلك من لم يبحث, لإيهام ظواهر عباراتهم في بعض الموضع, فقد نصّوا على بيان مرادهم وخصّوا عموم ألفاظهم, فممّن ذكره الإمام الجويني فإنّه قال في كتاب


(١) ((الميزان)): (١/ ٢).
(٢) ترجمته توجد في بعض نسخ ((الميزان)) المتأخّرة, وليس هو في نسخة صحيحة من ((الميزان)) بخط الذّهبي, مقروءة عليه سنة (٧٤٥هـ) , محفوظة في الخزانة العامة في الرباط, راجعتها بنفسي.
(٣) (١/ ٣٤١).