للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وههنا ينبّه على أمور لها علاقة بالمنهج:

*أولها: يمكن الجزم بأن المؤلف -رحمه الله- قد أنشأ هذا الجواب من حفظه, ويدل على ذلك أمور:

١ - أنه أنشأ الجواب في عزلته بعيداً عن نفائس الأسفار, فقال: ((ومن أين يتأتى ذلك أو يتهيّأ لي (أي: مطالعة نفائس الأسفار) وأنا في بوادٍ خوالي وجبال عوالي)) (١).

وقال -لما ذكر روايات مروان بن الحكم عن الصحابة-: ((إلا عبد الرحمن بن الأسود؛ فلم أظفر بروايته عنه وقت تعليق هذا الكتاب؛ لبعدي عن أهل الحديث, وعدم وجود مصنفاتهم الحافلة)) (٢) اهـ, ولهذا النص دلالة أخرى سأذكرها.

وقال أيضاً -لما ذكر إيواء عثمان للحكم-: ((وقد خاض الناس في ذلك خوضاً كثيراً قديماً وحديثاً, ولم يحضرني وقت كتابة هذا الجواب شيء من هذه الكتب المذكور ذلك فيها فأنقل ما قال العلماء في ذلك, ولا حفظت في ذلك ما يُقنِع ... , وأما الجواب المقنع عند النقاد؛ فهو ما ألقاه الله تعالى على خاطري في ذلك ... )) (٣).

٢ - بعض المواضع في ((الروض)) تؤيد أن أصله ((العواصم)) لم يكن بين يدي المؤلف حال تأليف مختصره, بل كان يكتب من حفظه.

فمن ذلك أنه لما تكلّم عن روايات مروان بن الحكم عن


(١) ((الروض)) (١/ ١٥).
(٢) ((الروض)) (١/ ٢٧٦).
(٣) ((الروض)) (١/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>