للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالجملة؛ فمن أحدث عقيدة لم تكن مشهورة وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا النّاس إليها, وحملهم عليها, مع سكوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها, وعدم تعرّضه لها؛ فليس بسنّي العقيدة, ولا سالك عند أهل الحديث الطّريق الحميدة.

الثّالث: أنّ كلامنا إنّما هو من (١) فوائد ممارسة العلوم العقليّة النّظريّة التي لم يعرفها السّلف, والمحدّث إذا ابتدع ما لم يكن في زمن الصّحابة فلم يؤت من الجمود وإنّما أتي من سيلان الذّهن, وممارسة هذه العلوم, فَبَانَ لك -أيّها المعترض بهذا- وَبَالَ هذه الفيهقة التي توهّمتها لك, لا (٢) عليك.

الثّامن: [من التقريعات] (٣) أنّ المحدّثين هم أهل العناية التّامّة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أيّ فرقة كانوا؛ كالنّحاة, والمتكلّمين, وهذه الصّفة شريفة, فقول المعترض: إنّ الجمود وترك التّأويل مذهب بله (٤) المحدثين, تعليق للسّخرية والتنقّص (٥) بأهل صفة شريفة, وهذا دليل على أنّك متصف بما رميتهم به من البله, لأنّ التعليق للذّمّ على الأوصاف الحميدة تغفيل (٦) , فلا يقول الفطناء متى أرادوا الذّمّ والانتقاص لأحد: إنّه من بُلْه المؤمنين والصّالحين ونحو ذلك.


(١) في (س): ((في)).
(٢) في نسخة: ((وهي)) كذا في هامش (أ) , وهي كذلك في (س).
(٣) زيادة مهمّة من (س) , وانظر التقريع السّابع (ص/٣٣٤).
(٤) في (س): ((جله))!.
(٥) في (س): ((والنقص))!.
(٦) في (س): ((تفضيل))!.