للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخريجي أبي طالب ورواية أبي جعفر, لأنّ هؤلاء أكثر [وأخير] (١) , ولأنّ عمل الهادي - عليه السلام - في الأحكام يوافق ذلك, فإنّه روى عن المخالفين, بل عن ضعفاء المخالفين, فروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه (٢) , وروى عن الحسين بن عبد الله بن ضميرة (٣) عن أبيه عن جدّه.

وعلى الجملة؛ فالزّيديّة إن لم يقبلوا كفّار التّأويل وفسّاقه؛ قبلوا مرسل من يقبلهم من أئمتهم, وإن لم يقبلوا المجهول؛ قبلوا مرسل من يقبله, ولا يعرف فيهم من يحترس من هذا البتّة. وهذا يدلّ على أنّ حديثهم في مرتبة لم (٤) يقبلها إلا من جمع بين قبول المراسيل بل المقاطيع, وقبول المجاهيل, وقبول الكفّار والفسّاق من أهل التّأويل فكيف يقال مع هذا: إنّ الرّجوع إلى حديثهم أولى من الرّجوع إلى حديث أئمة الأثر ونقّاده الذين أفنوا أعمارهم في معرفة ثقاته, وجمع متفرّقاته, وبيان صحاحه من مستضعفاته, فتكثّرت بهم فوائده,


(١) زيادة من (ي) و (س).
(٢) لا يسلّم أنّه من الضعفاء, بل أقلّ ما يقال في هذه السلسلة أنها من أعلى درجات الحسن.
انظر: ((تهذيب التّهذيب)): (٨/ ٤٨) , و ((الميزان)): (٤/ ١٨٣) , وتعليق الشيخ أحمد شاكر على ((جامع الترمذي)): (٢/ ١٤١ - ١٤٤).
(٣) الحسين هذا كذّبه مالك, وهو أحد الضّعفاء الواهين. انظر: ((الميزان)): (٢/ ٦١) , و ((من روى عن ابيه عن جدّه)): (ص/١٧٥ - ١٧٧) , لابن قطلوبُغا.
(٤) في (س): ((لا)).