للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويلحق بهذا فائدة تزيد ما ذكرناه تحقيقاً, وتزيد أئمة الحديث توثيقاً, وهي: أنّ المشهورين بتجويز الكذب في الحديث من الحشويّة الطّائفة المسمّاة بالكرّاميّة, وقد أطلق (١) الرّازي (٢) نسبة هذا إلى الكرّاميّة, وحقّقه الإمام أبو بكر محمد بن منصور السّمعاني (٣) فنسبه إلى بعضهم فيما لا يتعلّق بالأحكام مما يتعلّق بالتّرغيب والتّرهيب, والمحدّثون براء من هذه الطّائفة, وقد تكلّموا عليهم في غير كتاب فممن تكلّم عليهم الذّهبيّ في ((ميزان الاعتدال)) (٤) , فإنّه قال في ترجمة ابن كرّام -شيخ هذه الطّائفة- ما لفظه: ((محمد بن كرّام العابد المتكلّم ساقط الحديث على بدعته, أكثر عن أحمد الجويباري, ومحمد بن تميم السّعديّ, وكانا كذّابين.

قال ابن حبان /: خُذل حتّى التقط من المذاهب أرداها (٥) , ومن الأحاديث أوهاها.

وقال أبو العبّاس (٦): شهدت البخاريّ, ودفع إليه كتاب من ابن كرّام يسأله عن أحاديث منها: الزّهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ((الإيمان لا يزيد ولا ينقص)) , فكتب البخاريّ على ظهر كتابه: من


(١) في (س): ((يطلق))!.
(٢) ((المحصول)): (٢/ ١٥٣).
(٣) المتوفى (٥١٠) , ترجمته في ((طبقات الشافعية الكبرى)): (٧/ ٥ - ١١) , و ((السير)): (١٩/ ٣٧١).
(٤) (٥/ ١٤٦).
(٥) في (س): ((أرذلها)).
(٦) أيّ: السّراج.