للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ها من أحسّ (١) بنيّ (٢) اللّذين هما ... كالدّرّتين تشطّى عنهما الصّدف

ها من أحسّ بنيّ اللّذين هما ... سمعي وعقلي فقلبي اليوم مختطف

حُدّثت بسراً وما صدّقت ما زعموا ... من قتلهم ومن الإثم الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابنيّ مرهفة ... مشحوذة وكذاك الإثم يقترف

قال ابن عبد البرّ: ((ثمّ وسوست؛ فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشّعر, وتهيم على وجهها)).

قال: ((وكان ابن معين يقول فيه: إنّه رجل سوء)).

قال أبو عمر بن عبد البرّ: ((وذلك لأمور عظام ركبها في الإسلام)) , وذكر أنّه أغار على همدان, وقتل سبى نساءهم فكنّ أوّل مسلمات سبين في الإسلام.

ولما ذكر هذا أبو عمر استشعر سؤال سائل يَرِدُ عليه, فإنّه قدّم في أوّل الكتاب أنّ الصّحابة كلّهم عدول, وهذا يناقض ذلك؛ فأراد أن يرفع هذا الإشكال بتخصيص من شذّ عن الصّحابة, وخالف ما كانوا عليه من الدّيانة أو الدخول في الفتن مع التّأويل والتّحريّ, فروي ابن البرّ في هذا الموضع حديث ابن عباس مرفوعاً: ((إنكم محشورون إلى الله عزّ وجلّ)) , وذكر الحديث وفيه: ((فأقول يا ربّ أصحابي, فيقول: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك)) (٣).


(١) في (س): ((أحسس))! وهكذا البيت الذي بعده.
(٢) في (ي) و (س) و (ت): ((بابني)) وهكذا البيت الذي بعده.
(٣) أخرجه البخاري ((الفتح)): (٦/ ٥٥١) , ومسلم برقم (٢٨٦٠) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.