للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمر, وحدّ عليها (١) , فكيف تكون روايته عنه مع هذا كلّه تعديلاً له؟ فالرّواية من غير متابع ولا شاهد, ولا جرح للرّاوي ليست تعديلاً, كيف مع جرحه, ومع ذكره بعد (٢) غيره على سبيل الاستشهاد؟!.

وأنا أذكر الحديث الذي رواه عنه, وطرقه, وسبب استشهاده بحديث الوليد فأقول: بوّب أبو داود باباً في كراهية الخلوق للرّجال (٣) , وذكر ما ورد في ذلك, واستوفى الطّرق, ولم يقتصر على الطّرق الصّحيحة.

وروى عن عمّار بن ياسر - رضي الله عنه - أنّه قال: قدمت أهلي وقد تشقّقت يداي فخلّقوني بزعفران, فغدوت على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فسلّمت عليه, فلم يردّ عليّ ولم يرحّب بي, وقال: ((اذهب فاغسل هذا عنك)) فذهبت فغسلته, ثمّ جئت [وقد بقي عليّ منه ردع فسلّمت, فلم يردّ علي, ولم يرحّب بي, وقال: ((اذهب فاغسل هذا عنك)) فذهبت فغسلته, ثم جئت] (٤) فسلّمت عليه, فسلّم عليّ, ورحّب بي, وقال: ((إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير, ولا المضمّخ بالزّعفران, ولا الجنب [قال] ورخّص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضّأ)) (٥).


(١) ((السنن)) (٤/ ٦٢٢) , وتقدم تخريج مسلم له.
(٢) في (س): ((من))!.
(٣) ((السنن)): (٤/ ٤٠٢).
(٤) ما بين الحاصرتين من ((سنن أبي داود)).
(٥) من طريق عطاء الخرساني, عن يحيى بن يعمر, عن عمار بن ياسر به.
وفيه عطاء الخرساني, متكلّم فيه من قبل حفظه, ويرسل ويدلّس.
((تهذيب التهذيب)): (٧/ ٢١٢) ويحيى بن يعمر لم يسمع من عمّار, كما في ((جامع التحصيل)): (ص/٢٩٩).