للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التّعمّق في علوم أخر تناسب نوع الكلام, وتبيّن (١) أنّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الطريق مسدود. نعم (٢) لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على النّدور في أمور جليّة تكاد تفهم قبل التّعمّق في صنعة الكلام)) انتهى كلام الحجّة في ((الإحياء)).

وله [في] (٣) كتاب ((المنقذ من الضّلال والمفصح بالأحوال)) (٤) مثل هذا في ذمّ الكلام, والقول بأنّ أدلّته لا تفيد اليقين.

وقال أيضاً في كتاب ((التّفرقة بين الإيمان والزّندقة)) (٥) وقد ذكر علم الكلام ما لفظه: ((ولو تركنا المداهنة لصرّحنا بأنّ الخوض في هذا العلم حرام)).

فهذه نصوص الغزّالي الذي قيل فيه: لم تر العيون ولا بعده أذكى منه. وذكر شيخ الاعتزال أبو القاسم البلخيّ الكعبيّ [العامّة] (٦) في كتابه ((المقالات)) (٧) وأثنى على عقيدتهم, وعدّهم فرقة مستقلة وقال: هنيئاً لهم السّلامة, وذكر الإمام المؤيّد بالله -أجلّ علماء الزّيديّة, وشيوخ علم النظر-: كراهة التّعمّق في علم الكلام, ونهى عن ذلك, وحث على الاشتغال بالفقه, وطوّل الكلام


(١) في (س): ((وتحقق)).
(٢) في (س): ((ولعمري)).
(٣) زيادة من (س).
(٤) (ص/٢٤).
(٥) طبع في القاهرة بعنوان: ((رسالة في الوعظ والعقائد)).
(٦) أي: أهل السنة, ((والعامة)) سقطت من (أ).
(٧) ذكره في ((كشف الظّنون)): (٢/ ١٧٨٢).