للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهد تلك الشّهادة من رواة الحديث, مع أنّ في كلام المعترض ما ينقض حجّته, فإنّه ذكر أنّهم خافوا من هارون الرّشيد إن لم يشهدوا, والخوف من سطوة أئمة الجور يبيح كلمة الكفر, كيف شهادة الزور؟! قال الله تعالى: ((إلا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان)) [النحل/١٠٦] على أنّ هذه القصّة التي أشار إليها غير معلومة الصّحة, ولا رواها بإسناد صحيح, وهي أحقر من أن تجاب, لولا محبّة الذّبّ عن أهل السّنّة (١) , وهداية من يغترّ بمثل هذه الشّبهة.

الوهم الموفّي عشرين: وهم المعترض أنّ أبا البختري وهب بن وهب ابن [كبير] (٢) القاضي القرشي المدني, من رواة الصّحاح, وقد ذكرت في ((الأصل)) (٣) اتفاق علماء الحديث على جرحه, وتصريحهم في كتب الرّجال بتكذيبه, ونقلت كلام العلامة أبي عبد الله الذّهبي فيه في كتاب ((ميزان الاعتدال, في نقد الرّجال)) (٤) وقد وهم المسكين أنّه من رواة التّرمذي, وليس كذلك, وإنّما روى الجماعة عن أبي البختري سعيد بن فيروز الطّائي التّابعي الجليل الرّاوي عن عليّ - رضي الله عنه - وهما مختلفان نسباً واسماً, وصفة وزماناً, كما


(١) في (س): ((وهي أصغر من أن يجاب عليها, لولا محنة الذب عن السنة)).
(٢) تحرّفت في ((الأصول)) , و ((العواصم)) و ((السير)): (٩/ ٣٧٤) , و ((الميزان)) , إلى ((كثير)). والتصويب من ((توضيح المشتبه)): (٧/ ٢٩٦) لابن ناصر الدين.
(٣) (٨/ ٢٥٨).
(٤) (٦/ ٢٧ - ٢٨).