للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ((صحيح مسلم)) (١) من طريق أبي (٢) الزّبير عن جابر بن عبد الله بلفظ السّماع من جابر - رضي الله عنه - نحو ذلك. وللحديث طرق ليس هذا موضع استيفائها, وفي بعض ألفاظ الحديث, ذكر التّجلّي, وفي بعضها ذكر وضع القدم في النّار, وفي بعضها ذكر الضّحك.

والجواب (٣):

أنّه قد ثبت أنّ علماء التّأويل من أهل (٤) المعاني والبيان وأهل الكلام قد أوّلوا آيات كثيرة في القرآن مثل قوله تعالى: ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)) [البقرة/٢١٠] وقوله تعالى: ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربّك)) [الأنعام/١٥٨] وقالوا في هذه الآيات وأمثالها: إنّ إسناد المجيء والإتيان إلى الله تعالى مجاز وهو من باب الإيجاز, أحد


(١) برقم (١٩١).
(٢) في (س): ((ابن)) وهو خطأ.
(٣) مقصود المؤلف هنا معارضة الخصم بأنه يمكن تأويل تلك الأحاديث التي أوردها, وأنه إذا لم يمكن تأويلها وجب ردّها بزعمه, فينقض عليه المؤلّف بتأويلات أصحابه المعتزلة لما هو أصعب تأويلاً من تلك الأحاديث - وإن كان المؤلف لا يرتضي هذا التّأويل- وإنما أورده للإلزام والمعارضة. وانظر المقدمة.

وأما ما أورده المؤلف من كلام النّووي وغيره في تأويل المجيء والصورة, فالجواب عليها مستفيض في كتب علماء السنة, انظر ((الردود والتعقبات)): (ص/١٧١ - ١٩٠) لمشهور حسن. ومذهب أهل السنة في آيات الصفات وأحاديثها مشهور معلوم, ولله الحمد.
(٤) في (س): ((علماء)).