للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأمّا مذهب الخصم: فقد نصّ عليه القاضي شرف الدين في ((تذكرته)) , وذكر معنى ذلك القاضي العلامة عبد الله بن حسن] (١) ... (٢الدواري في ((تعليق الخلاصة)) , والحاكم في ((شرح العيون)) وغيرهم.

وأمّا دعوى الإجماع: فذكرها الأمير علي بن الحسين في ((اللمع)) الذي /هو مدرسهم (٢).

وفي هذا القدر كفاية في الذّبّ عن السّنن الصّحيحة المنقولة عن ثقات المرجئة, وقد تركت بعض ما في ((الأصل)) من التّطويل في ذلك, وقد أكثرت من الانتصار لظنّ صدقهم وقبول روايتهم, حتّى ربما توهّم بعض الضعفاء أني أميل رأيهم, ومعاذ الله تعالى من ذلك, فعقيدة أهل السّنّة أصح مباني واوضح معاني, وحسبك أنّها جامعة لمحاسن العقائد؛ من حسن الظّنّ بالله ورجاء مغفرته مع خوف عذابه, والحذر من غضبه, وإن مات العاصي على الإسلام فلابدّ من الخوف والرّجاء لذي الجلال والإكرام, فقد قال الله تعالى في الملائكة مع أمانهم من الموت عن الكفر, ومن ارتكاب الكبائر: ((يخافون ربّهم من فوقهم)) [النحل/٥٠] وقال فيهم: ((هم من خشية ربّهم مشفقون)) [المؤمنون/٥٧] فإذا كان هذا حال الملائكة -عليهم السلام-, فكيف بحال العبد العاصي!! وفي ((الصّحيح)) (٣) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصول, واستدركه من سياق الكلام في ((العواصم)): (٢/ ٢٧٥).
(٢) ما بينهما ساقط من (س).
(٣) تقدّم تخريجه.