للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجتهد)) (١). وقد ذكر هذا الحديث وغيره من أحاديث المشي خلف الجنازة ما لفظه: ((وهي أحاديث يصحّحونها -يعني أهل الكوفة- ويضعّفها غيرهم)).

وقد أشار إلى تضعيفه الإمام أبو عمر بن عبد البرّ (٢) , والقاضي ابن العربي (٣) المالكيّان فإنّهما أشارا إلى ضعف أحاديث الباب كلّه إلا حديث ابن عمر مع أنّه مرسل من مراسيل الزّهري على الصّحيح عند أكثر الحفّاظ, فإذا كان أصحها مع تعليله بالإرسال فما ظنّك بغيره؟

ولهذا ترك الشّيخان تخريج شيء من هذه الأحاديث في كتابيهما, مع خلوّ كتابيهما عمّا يقوم مقامهما, وذلك نادر فيهما, ومع عدم الصّحّة عن المغيرة لا يلزم ذكر الشّواهد في رعاية ما قصدته من مراعاة ما يتفق الشّيعة وأهل السّنة عليه, من وجوب العمل بأحاديث ((الصحيحين)) وما حكم الأئمة بصحّته من أحاديث دواوين الإسلام السّتّة.

ومن العجب أنّ الحاكم هو المصحّح لحديث المغيرة هذا على تشيّعه (٤) , وكلامنا إنّما هو في دفع اعتراض بعض الشّيعة, فهذا شاهد على المعترض من أصحابه ودليل على أنّ أهل السّنة لم /يختصّوا بذلك.

الرّابع العشرون: حديث: ((كان إذا ذهب المذهب أبعد)). رواه


(١) (١/ ٢٧٤) , واسم الكتاب: ((بداية المجتهد ونهاية المقتصد)).
(٢) انظر ((التمهيد)): (١٢/ ٨٣ - ١٠٠).
(٣) ((القبس)): (٢/ ٤٤٣). في شرح الموطأ لابن العربي.
(٤) انظر: ((المستدرك)): (١/ ٣٦٣) , قال: ((هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري .... )) اهـ.