للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمارةُ الدِّيارِ وزيادةٌ في الأعمارِ».

فقالَ: ليسَ هذا بهو، قالَ: نَعم، حدَّثني أبي، عن جدِّي، عن أبيه، عن جدِّي عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليهم السلامُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «احتضَرَ رجلٌ بارٌّ بأهلِهِ وفي جِوارِهِ رجلٌ عاقٌّ بأهلِهِ، فقالَ اللهُ عزَّ وجلَّ - وهو أعلمُ بذلكَ -: يا جبريلُ، كم بقيَ مِن عمرِ هذا العاقِّ؟ قالَ: ثلاثونَ سنةً، قالَ: حوِّلها إلى عمرِ هذا البارِّ، واقبضْ روحَ هذا العاقِّ».

فقالَ: هذا، ثم دعا بأَلفي دينارٍ فقالَ له: تأخُذُها؟ قالَ: أَنا في غِنى عَنها، فصُيِّرتْ أربعةَ آلافٍ، ثم قالَ: سألتُكَ باللهِ وبالرحمِ إلا أخذْتَها، قالَ: فأَجعَلُها حيثُ أَرى، قالَ: ذاكَ إليكَ، ثم دَعا بدابةٍ فأركَبَه مِن موضِعِه، ثم خرجَ وخرجتُ مَعه، فقلتُ له: يا ابنَ رسولِ اللهِ، واللهِ ما دَعا بكَ ويريدُ بكَ خيراً وقد رأيتُ ما صنَعَ بكَ، ورأيتُكَ أجلته عمَّا كانَ عليه بعوذةٍ رأيتُكَ تعوَّذُ بِها، فبحقِّ جدِّك رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجدِّك عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلامُ إلا علَّمتَني ما قُلتَه.

قالَ: نَعم، خرجَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلامُ يعُسُّ العسكرَ ليلةَ الأحزابِ، فشعَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إلى أينَ يا أبا الحسنِ؟» فقالَ: خرجتُ حارساً للهِ ورسولِهِ، فهما يتخاطَبان إذ نزلَ عليه جبريلُ عليه السلامُ، فقالَ: «يا محمدُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وتقدَّستْ أسماؤُه يقرأُ عليكَ السلامَ ويقولُ لكَ: قد أَهديتُ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلامُ كلماتٍ مِن كنوزِ عَرشي لا يضرُّه مَعها كيدُ شيطانٍ، ولا سَطوةُ سلطانٍ، ولا لسعُ حيةٍ ولا عقربٍ، ولا سبعٌ ضارٍ، ولا جبارٌ عاتٍ، والكلماتُ: اللهمَّ يا مَن سترَ القبيحَ، وأظهرَ الجميلَ، ولا يؤاخِذُ بالجريرةِ، ولم يَهتك السِّترَ، ويا مَن رآني على المَعاصي فلم يفضَحْني، أسألُكَ أن تُبلِّغَني ما أُؤملُه مِن أمرِ دِيني ودُنياي وآخِرَتي، وأَن تُدخِلَني في حِماكَ الذي لا يُستباحُ، وتحرُسَني بعينِكَ التي لا تنامُ، وتَكَنَّفْني بكَنَفِكَ الذي لا يُرامُ، وتُدخِلنَي في

<<  <  ج: ص:  >  >>