للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسجدِهِ مع مَن آمن بِه مِن قومِهِ، فلم أزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني وقالَ: لا جرمَ أنِّي على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أكونَ مِن الجاهلينَ»، قالَ: قلتُ: يا نوحُ، إنِّي مِمن أشركَ في دمِ السعيدِ الشهيدِ هابيلَ بنِ آدمَ، فهلْ تَجدُ لي عندَ ربِّك مِن توبةٍ؟ فقالَ: يا هامةُ، همَّ بالخيرِ وافعَلْهُ قبلَ الحَسرةِ والندامةَ، إنِّي قرأتُ فيما أَنزلَ اللهُ عليَّ: إنَّه ليسَ مِن عبدٍ تابَ إلى اللهِ بالغ ذنبِهِ ما بلغَ إلا تابَ اللهُ عليهِ، فقُم فتوضَّأْ واسجُدْ للهِ»، قالَ: ففعلتُ في ساعةٍ ما أَمرني بِه، قالَ: فنُوديَ: ارفعْ رأسَكَ فقدْ نزلتْ توبتُكَ مِن السماءِ، قالَ: فخَرَرتُ للهِ ساجداً حولاً.

وكنتُ مع هودٍ في مسجدِهِ مع مَن آمنَ بِه مِن قومِهِ، فلم أَزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني، وقالَ: لا جَرمَ أنِّي على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أكونَ مِن الجاهلينَ، وكنتُ مع صالحٍ في مسجدِهِ مع مَن آمنَ بِه مِن قومِهِ، فلم أَزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني، وكلُّهم يقولُ: أَنا على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أَكونَ مِن الجاهلينَ، وكنتُ زوَّاراً ليعقوبَ، وكنتُ مِن يوسفَ بالمكانِ المُبينِ، وكنتُ أَلقى إلياسَ في الأوديةِ وأَنا أَلقاهُ الآنَ.

وإنِّي لَقيتُ موسى بنَ عمرانَ وعلَّمَني مِن التوراةِ وقالَ لي: إنْ لَقيتَ عيسى بنَ مريمَ فأقرِئْه مِني السلامَ، وإنَّ عيسى قالَ لي: إنْ لَقيتَ محمداً فأقرِئْه مِني السلامَ، فأرسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عينَه فَبَكى ثم قالَ: «وعلى عيسى السلامُ ما دامَت الدُّنيا، وعليكَ السلامُ يا هامةُ لِأَدائِكَ الأمانةَ».

قالَ هامةُ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، افعلْ بي ما فعلَ موسى، إنَّه علَّمَني التوراةَ، قالَ: فعلَّمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}، و {وَالْمُرْسَلَاتِ}، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} والمُعوِّذتين، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وقالَ: «ارفعْ

<<  <  ج: ص:  >  >>