٥٤٤٢ - عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ الثقفيِّ، عن أبي ذرٍّ قالَ: دخلتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو في المسجدِ جالسٌ فاغتنمتُ خلوتَهُ فقالَ: «يا أبا ذرٍّ، للمسجدِ تحيَّتُهُ»، قلتُ وما تَحيَّتُهُ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ:«رَكعتانِ تركَعُهما»، ثم التفتُّ إليهِ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّك أمَرْتَني بالصلاةِ، فمَا الصلاةُ؟ قالَ:«خيرٌ موضوعٌ، فمَن شاءَ أقلَّ ومَن شاءَ استكثَرَ»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قالَ:«الإيمانُ باللهِ، ثم الجهادُ في سبيلِ اللهِ»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ المؤمنينَ أكملُ إيماناً؟ قالَ:«أحسنُهم خُلُقاً»، قلتُ: فأيُّ المؤمنينَ أفضلُ؟ قالَ:«مَن سَلِمَ الناسُ مِن لسانِهِ ويدِهِ»، قلتُ: أيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قالَ:«مَن هَجَرَ السوءَ».
قلتُ: فأيُّ الليلِ أفضلُ؟ قالَ:«جوفُ الليلِ الغابِرِ»، قلتُ: فأيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قالَ:«طولُ القنوتِ»، قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قالَ:«جهدٌ مِن مُقِلٍّ إلى فقيرٍ في سرٍّ»، قلتُ: فمَا الصومُ قالَ: «فرضٌ مُجزئٌ، وعندَ اللهِ أضعافٌ كثيرةٌ»، قلتُ: فأيُّ الرقابِ أفضلُ؟ قالَ:«أَغلاها ثمناً وأنفَسُها عندَ أهلِها»، قلتُ: وأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قالَ:«مَن عُقِرَ جوادُهُ وأُهريقَ دمُهُ»، قلتُ: فأيُّ آيةٍ أنزلَها اللهُ عليكَ أفضلُ؟ قالَ:«آيةُ الكرسيِّ»، ثم قالَ:«يا أبا ذرٍّ، ما السمواتُ السبعُ في الكرسيِّ إلا كحَلقةٍ مُلقاةٍ في أرضِ فلاةٍ، وفضلُ العرشِ على الكرسيِّ كفضلِ الفلاةِ على الحَلقةِ».
قلتُ: يا رسولَ اللهِ، كم النبيونَ؟ قالَ:«مئةُ ألفٍ وعشرونَ نبياً»، قلتُ: كم المُرسلونَ؟ قالَ:«ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشرَ جُمٌّ غفيرٌ»، قلتُ: مَن كانَ أولَ الأنبياءِ؟ قالَ:«آدمُ»، قلتُ: وكانَ مِن الأَنبياءِ مُرسلاً؟ قال:«نَعمْ، خلقَهُ اللهُ بيدِهِ ونفخَ فيهِ مِن روحِهِ»، ثم قالَ: «يا أبا ذرٍّ، أربعةٌ مِن الأنبياءِ سُريانيُّونَ: آدمُ وشيثُ وخنوخُ، وهو إدريسُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو أولُ مَن خطَّ بالقلمِ، ونوحٌ صلى الله عليه،