للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٢٧ - عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا وُضعَ الميتُ في قبرِه فإنَّه يسمعُ خفقَ نعالِهم حينَ يُولونَ عنه، قالَ: فإنْ كانَ مُؤمناً كانَت الصلاةُ عندَ رأسِه، وكانَ الصيامُ عن يمينِهِ، وكانت الزكاةُ عن يسارِهِ، وكانَ فعلُ الخيراتِ مِن الصدقةِ والصلةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى الناسِ عندَ رجليهِ، فيُؤتى مِن قِبَلِ رأسِه فتقولُ الصلاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثم يُؤتى مِن يسارِه فتقولُ الزكاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثم يُؤتى مِن قِبَلِ رجليهِ فتقولُ فعلُ الخيراتِ مِن الصدقةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى الناسِ: ما قِبَلي مدخلٌ، فيُقالُ له: اجلسْ، فيجلسُ، فيقالُ له: أرأيتَكَ هذا الرجلُ الذي كانَ فيكم ماذا تقوُل فيه؟ فيقولُ: دَعوني حتى أُصلي، قَالوا: إنَّك ستفعلُ، أخبِرْنا عمَّا نسألُكَ عنه.

قالَ: عمَّ تسأَلوني؟ قَالوا: ما تقولُ في محمدٍ هذا الرجلُ الذي كانَ فيكم أيُّ رجلٍ هو؟ وماذا تقولُ فيه؟ وماذا تَشهدُ به عليهِ؟ فيقولُ: أشهدُ أنَّه رسولُ اللهِ، إنَّه جاءَ بالحقِّ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُقالُ له: على ذلكَ حَييتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعثُ إنْ شاءَ اللهُ، ثم يُفتحُ له بابٌ مِن أبوابِ الجنةِ فيقالُ له: ذاكَ مقعدُكَ فيها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها ويَزدادُ غبطةً وسروراً، ثم يُفتحُ له بابٌ مِن أبوابِ النارِ فيقالُ له: ذلكَ مقعدُكَ مِنها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لو عَصيتَه، فيزدادُ غبطةً وسروراً، ثم يفسحُ له في قبرِه سبعونَ ذراعاً وينورُ له، ويعادُ الجسدُ كما بدءَ، وتجعلُ نسمتُه في النَّسَمِ الطيبةِ، وهو طيرٌ يعْلَقُ في شجرِ الجنةِ».

فسمعتُ عمرَ بنَ الحكمِ بنِ ثوبانَ قالَ: فينامُ نومةَ العروسِ لا يوقظُهُ إلا أحبُّ أهلِه إليه حتى يَبعثَه اللهُ، قالَ: عادَ إلى حديثِ أبي هريرةَ قالَ: فقالَ أبوهريرةَ في حديثِه في قولِ اللهِ تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: ٢٧].

قالَ: «فإنْ كانَ كافراً أُتيَ مِن قِبَلِ رأسِه فلم يُوجدْ شيءٌ، ثم أُتيَ عن يمينِه فلم يرَ شيئاً، ثم أُتيَ عن يسارِه فلم يوجدْ شيءٌ، ثم أُتيَ مِن قِبَلِ رجليهِ فلم يوجدْ شيءٌ، فيقالُ له: اجلسْ، فيجلسُ خائفاً مرعوباً، فيقالُ له: ما رأيُكَ في هذا الرجلِ الذي كانَ فيكم أيُّ رجلٍ هو؟ وماذا تَشهدُ له؟ فيقولُ: أيُّ رجلٍ؟ فيقالُ: محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فيقولُ: ما أَدري، سمعتُ الناسَ قَالوا قولاً فقلتُ كما قالَ الناسُ، فيقالُ: على ذلكَ حَييتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعثُ إنْ شاءَ اللهُ، قالَ: ثم يُفتحُ له بابٌ من أبوابِ النارِ فيقالُ له: هذا مقعدُكَ مِن النارِ وما أعدَّ اللهُ لكَ، فيزدادُ حسرةً وثبوراً، ثم يفتحُ له بابٌ مِن أبوابِ الجنةِ فيقالُ: ذلكَ كانَ مقعدَكَ مِن الجنةِ وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لو أَطعتَه، فيزدادُ حسرةً وثبوراً، ثم يُضيقُ عليه قبرُه حتى تختلفَ أضلاعُه»، قالَ أبوهريرةَ: فذلكَ قولُه: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: ١٢٤].

وفي روايةِ هشامِ بنِ عمارٍ: «إنَّ الميتَ ليَسمعُ خفقَ نِعالِهم حينَ يُولونَ عنه .. ».

حديث هشام بن عمار (٦) حدثنا سعيد، ومصنفات ابن البختري ٢٤٦ - (٢) حدثنا يحيى حدثنا عبدالوهاب بن عطاء،

قالا (سعيد وعبدالوهاب بن عطاء): حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة .. (١).

٥٧٢٨ - عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ حينَ ينزلُ به الموتُ يُعاينُ ما يعاينُ ودَّ أنها قد خرجتْ، واللهُ عزَّ وجلَّ يحبُّ لقاءَه، وإنَّ المؤمنَ حينَ يجلسُ في قبرِه يُسألُ: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ربِّي اللهُ، فيقالُ


(١) المجمع (٣/ ٥١ - ٥٢): رواه الطبراني وإسناده حسن.
وهو عند أحمد (٢/ ٣٤٧) - كما في المسند الجامع (١٣٢٧١) - من طريق محمد بن عمرو مختصراً على أوله: «إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا». وانظر الحديثين التاليين.

<<  <  ج: ص:  >  >>