وأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ في العامِ الذي نبذَ فيه أبوبكرٍ إلى المشركينَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة: ٢٨]، فكانَ المشركونَ يُوافونَ بالتجارةِ فيتفقُ (١) بها المسلمونَ، فلمَّا حرمَ اللهُ على المشركينَ أن يقرَبوا المسجدَ الحرامَ وجدَ المسلمونَ في أنفسِهم مِما قُطعَ عنهم مِن التجارةِ التي كانَ المشركونَ يُوافونَ بها، فأنزلَ اللهُ:{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ}[التوبة: ٢٨]، فأحلَّ في الآيةِ الأُخرى التي تتبعُها الجزيةَ، ولم تكنْ تُؤدَّى قبلَ ذلكَ، فجعَلَها عوضاً مِما منعَهم مِن موافاةِ المشركينَ بتجاراتِهم، فقالَ:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}[التوبة: ٢٩]، فلمَّا أحقَّ اللهُ ذلكَ للمسلمينَ عَرفوا أنَّه قد عاوَضَهم أفضلَ مِما كانوا وجَدوا عليه مِما كانَ المشركونَ يُوافونَ بهِ من التجارةِ.
مسند الشاميين (٣٠٦٧) حدثنا أبوزرعة: حدثنا أبواليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، أن أبا هريرة قال .. .
٦٠٠٦ - عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «السَّائِحونَ الصَّائمونَ».
١ - معجم ابن المقرئ (٥٩٩) حدثنا أبوالعباس أحمد بن عبدالله بن محمد بن النعمان، وأمالي الشجري (١/ ٢٨٦) أخبرنا أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا أبوإسحاق إبراهيم يعني ابن محمد بن يحيى بن مندة قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن النعمان، قالا (أحمد بن عبدالله وعبدالله بن محمد): حدثنا أبوربيعة: حدثنا أبوعوانة،
(١) هكذا في المطبوع، وفي الدرالمنثور (٤/ ١٦٧): فينتفع.