للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجينِ أهلِها فتَدخلُ الشاةُ الدَّاجنُ فتأكلُ مِن العجينِ.

قالتْ: ثم خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينَ سمعَ ما قالتْ فيَّ بَريرةُ لعليٍّ، فخرجَ إلى الناسِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اجتمَعوا إليه قالَ: «يا معشرَ المسلمينَ، مَن لي مِن رجالٍ يُؤذُوني في أَهلي، وما علمتُ في أَهلي سوءاً، ويَرمونَ رجلاً مَن أصحابي ما علمتُ عليه سوءاً، ولا خَرجتُ مَخرجاً إلا خرجَ مَعي فيه؟» فقالَ سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ ثم الأشهليُّ مِن الأوسِ: لو كانَ ذلكَ في أَحدٍ مِن الأوسِ كَفيناكَه، فقالَ سعدُ بنُ عبادةَ الأنصاريُّ ثم الخزرجيُّ لسعدِ بنِ معاذٍ: كذبتَ واللهِ وهذا الباطلُ، فقامَ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ الأَنصاريُّ ثم الأشهليُّ ورجالُ الفَريقينِ فاستَبّوا وتَنازعوا حتى كادَ أنْ يَعظُمَ الأمرُ بينَهم.

فدخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيتي وبعثَ إلى أبويَّ فأَتياهُ، فحمدَ اللهَ وأَثنى عليه بما هو أهلُهُ ثم قالَ: «يا عائشةُ، إنَّما أنتِ مِن بناتِ آدمَ، فإنْ كنتِ أخطأتِ فتُوبي إلى اللهِ واستغفريهِ»، فقلتُ لأَبي: أجبْ عنِّي رسولَ اللهِ، فقالَ: إنِّي لا أفعلُ، هو رسولُ اللهِ والوحيُ يأتيهِ، فقلتُ لأُمي: أَجيبي رسولَ اللهِ، فقالتْ لي كما قالَ أَبي، فقلتُ: واللهِ، لئنْ أَقررتُ على نَفسي بباطلٍ تُصدقنني، ولئنْ برَّأتُ نَفسي واللهُ يعلمُ أنِّي بريئةٌ لتُكذبنني، فلم أجدْ لي ولكم إلا قولَ أبي يوسفَ حينَ يقولُ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: ١٨]، ونسيتُ اسمَ يعقوبَ لِمَا بي مِن الحزنِ والبكاءِ واحتراقِ الجوفِ، فتغَشَّى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما كانَ يتغشَّاهُ مِن الوحيِ ثم سُرِّيَ عنه وهو يعرقُ، فمسحَ وجهه بيدِهِ ثم قالَ: «أبشري يا عائشةُ»، فقدْ أنزلَ اللهُ براءَتَكِ.

قالتْ عائشةُ: واللهِ ما كنتُ أظنُّ أَن يُنزلَ اللهُ القرآنَ في أَمري، ولكنْ كنتُ أرجو لِمَا يعلمُ اللهُ مِن براءَتي أَن يُريَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم في أَمري رُؤيا يُبرِّئني اللهُ بِها عندَ

<<  <  ج: ص:  >  >>