نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فقالَ لي أبوايَ عندَ ذلكَ: قُومي فقبِّلي رأسَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: واللهُ لا أفعلُ، بحمدِ اللهِ كانَ ذلكَ لا بحمدِكم.
قالتْ: وكانَ أبوبكرٍ يُنفقُ على مِسْطحٍ وأمِّه، فلمَّا رَماني حلفَ أبوبكرٍ أَن لا يَنفعَهُ بشيءٍ أبداً، قالتْ: فلمَّا تلى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قولَه جلَّ وعلا: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور: ٢٢] بَكى أبوبكرٍ وقالَ: بَلى يا ربِّ، وعادَ للنَّفقةِ على مِسْطحٍ وأمِّه (١).
فصاحَ حسانُ واستغاثَ على صفوانَ، فلمَّا جاءَ الناسُ فرَّ صفوانُ، وجاءَ حسانُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم واستعْداه على صفوانَ في ضربتِهِ، فسأَلَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يَهبَ له ضربةَ صفوانَ فوهَبَها له، فعاضَهُ مِنها حائطاً مِن النخلِ عظيماً وجاريةً روميةً - يُقالُ: أو قبطيةً - تُدعى سيرينَ، فولدتْ لحسانَ بنِ ثابتٍ عبدَالرحمنِ الشاعرَ.