للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فقالَ لي أبوايَ عندَ ذلكَ: قُومي فقبِّلي رأسَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: واللهُ لا أفعلُ، بحمدِ اللهِ كانَ ذلكَ لا بحمدِكم.

قالتْ: وكانَ أبوبكرٍ يُنفقُ على مِسْطحٍ وأمِّه، فلمَّا رَماني حلفَ أبوبكرٍ أَن لا يَنفعَهُ بشيءٍ أبداً، قالتْ: فلمَّا تلى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قولَه جلَّ وعلا: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢] بَكى أبوبكرٍ وقالَ: بَلى يا ربِّ، وعادَ للنَّفقةِ على مِسْطحٍ وأمِّه (١).

قالتْ: وقعدَ صفوانُ بنُ المُعطَّلِ لحسانَ بنِ ثابتٍ بالسيفِ فضربَهُ ضربةً، وقالَ صفوانُ لحسانَ في الشِّعرِ حينَ ضربَهُ:

تلَقَّ ذُبابَ السيفِ مِني فإنَّني ... غلامٌ إذا هُوجيتُ لستُ بشاعرِ

ولكنَّني أَحمي حِمايَ وأَنتقمْ ... مِن الباهِتِ الرامي البراءَ الطواهرِ

فصاحَ حسانُ واستغاثَ على صفوانَ، فلمَّا جاءَ الناسُ فرَّ صفوانُ، وجاءَ حسانُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم واستعْداه على صفوانَ في ضربتِهِ، فسأَلَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يَهبَ له ضربةَ صفوانَ فوهَبَها له، فعاضَهُ مِنها حائطاً مِن النخلِ عظيماً وجاريةً روميةً - يُقالُ: أو قبطيةً - تُدعى سيرينَ، فولدتْ لحسانَ بنِ ثابتٍ عبدَالرحمنِ الشاعرَ.

قالَ أبوأُويسٍ: أخبَرَني بذلكَ حسينُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عُبيدِاللهِ بنِ عباسِ بنِ عبدِالمطلبِ، عن عكرمةَ، عن عبدِاللهِ بنِ عباسِ بنِ المطلبِ.

قالتْ عائشةُ: ثم باعَ حسانُ ذلكَ الحائطَ مِن معاويةَ بنِ أبي سفيانَ بمالٍ عظيمٍ في ولايتِهِ.

قالتْ عائشةُ: فبلَغَني - واللهُ أعلمُ - أنَّ الذي تولَّى كِبَرهُ مِنهم له عذابٌ


(١) إلى هنا في الصحيحين وغيرهما بنحوه، انظر المسند الجامع (١٧٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>