سافَرَ إلا مَعي وما علمتُ على أَهلي إلا خيراً»، فقالَ سعدُ بنُ معاذٍ: أَنا أعذِرُكَ مِنه يا رسولَ اللهِ، إِن يكنْ مِن الأوسِ فأَنا آتيكَ برأسِهِ، وإِن يكنْ مِن إخوانِنا مِن الخزرجِ أَمرْتنا بأمرِكَ مَضينا له، قالتْ: فقالَ سعدُ بنُ عُبادةَ: كذبتَ، لا واللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على قتلِهِ، ما تأخُذونا إلا بدخولٍ كانتْ بَيننا وبينَكم في الجاهليةِ، قالَ: اللهُ أعلمُ بما في نَفسي ونفسِكَ، قالَ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ: كذبتَ واللهِ لنقتُلنَّه وأنفُكَ راغِمٌ، أنتَ المنافقُ تُجادلُ عن المنافقينَ، فقالَ سعدٌ: يا آلَ الخزرجِ، وقال سعدُ بنُ معاذٍ: يا آلَ الأوسِ، وانحازَ هذا إلى الخزرجِ وانحازَ هذا إلى الأوسِ إلا رَجلينِ مِن الخزرجِ كانا في حيِّزِ الأوسِ: عمارةُ بنُ جوين وأبوأيوب خالدُ بنُ زيدِ بنِ كُليبٍ، والمهاجِرونَ في حيِّزِ الأوسِ، فردَّ الحيانِ بعضُهم عن بعضٍ، فقالَ أسيدُ بنُ حُضيرٍ: فيمَ الكلامُ؟ هذا رسولُ اللِه صلى الله عليه وسلم يأمُرُنا بأمرِهِ نَمضي له، قالَ: فأَشارَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى الحيَّينِ كِليهما فجَلَسوا، وندمَ سعدُ بنُ عُبادة على ما قالَ، قالتْ عائشةُ: إنْ كانَ امرءاً صالحاً قبلَ ذلكَ ولكن الحميَّة، وكانَ رجلانِ مِن أَصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا سمِعا شيئاً مِن هذا قالوا:{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[النور: ١٦]، زيدُ بنُ حارثة وأبوأيوبَ خالدُ بنُ زيدٍ.
قالتْ عائشةُ: فما علمتُ بشيءٍ مِما كان في المسجدِ حتى أَمسيتُ، قالتْ: فخرجتُ لِما يخرجُ النساءُ له ولم نكُن اتخذْنا كرايِيس، وخرجتْ معي أُمُّ مِسْطحٍ مَعها شجْبُ ماءٍ، فعقَلَها إِزارُها قالتْ: تعِس مِسْطحٌ، قالتْ: قلتُ: سبحانَ اللهِ، شتمتِ رجلاً مِن المُهاجرين قد شهدَ بدراً! قالتْ: سالَ تحتَكِ السيلُ، أَوَما تدرينَ أنَّه قالَ كَذا وكَذا، وقَالوا كَذا؟ قالتْ عائشةُ: فقلَصَ ذاكَ مِني فما قدرتُ على أَن أَقضيَ حاجةً، قالتْ: وبكيتُ مِن العشِيِّ حتى الصباحِ ما دَخلَ في عينيَّ النومُ ولا تجفُّ لي عينٌ ولا يدخُلُها النومُ. قالتْ: فدخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشاءً قالتْ: قلتُ: