وتزوجَ زينبَ ابنةَ جحشِ بنِ رئابٍ الأسديِّ بعدَ الهجرةِ بثلاثِ سِنينَ، وكانتْ تحتَ زيدِ بنِ حارثةَ الذي أَنعمَ اللهُ عليه ورسولُه، وفيها نزلتْ هذه الآيةُ لأنَّها كانتْ وقعَتْ في نفسِهِ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ عائشةُ وقالَ لها ناسٌ مِن أهلِ العراقِ: إنَّه يُقالُ إنَّ عندَكم شيءٌ مِن كتابِ اللهِ لم تُظهِروهُ، فقالتْ: لو كَتَمَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم شيئاً مِما أَنزلَ اللهُ عليه لكتَمَ هذه الآيةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} إلى آخرِ الآيةِ [الأحزاب: ٣٧].
وتزوَّجَ ميمونةَ ابنةَ الحارثِ بنِ حزنِ بنِ بجيرٍ الهلاليِّ حينَ قدمَ مكةَ في العمرةِ الوُسطى، خطَبَها عليه العباسُ بنُ عبدِالمطلبِ رحمَه اللهُ، وبَنى بها بسَرِف يَعني منزل.
جزء أبي الجهم (١٠٢) حدثنا العلاء بن موسى: حدثنا الهيثم بن عدي قال: وحدثني هشام بن عروة، عن أبيه .. (١).
٧١٢٦ - عن عروةَ بنِ الزبيرِ، أنَّ الرَّجلينِ اللذَين لقيَ هما عُويمُ بنُ ساعدةَ ومعنُ بنُ عديٍّ، فأمَّا عُويمٌ فهو الذي بلَغَنا أنَّه قالَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن الذينَ قالَ لهم اللهُ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[التوبة: ١٠٨]، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«نِعْمَ المرءُ مِنهم عُويمُ بنُ ساعدةَ».
وأمَّا معنُ بنُ عديٍّ، فبَلَغَنا أنَّ الناسَ بَكوا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ توفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، وقَالوا: واللهِ لوَدِدْنا أنَّا مِتنا قبلَه، نَخشى أَن نُفتَنَ بعدَه، فقالَ معنُ بنُ عديٍّ: لكنِّي واللهِ لا أحبُّ أَن أَموتَ قبلَه، حتى أُصدِّقَه ميِّتاً كما صدَّقتُه حيّاً، فقُتلَ معنُ بنُ عديٍّ باليمامةِ يومَ مُسيلمةَ الكذابِ.
أمالي ابن بشران (١٣٧١) أخبرنا أبوسهل أحمد بن محمد بن عبدالله بن زياد