للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فنون العجائب (٨٤) أخبرنا أبوزكريا عبدالله بن أحمد البلاذري الطوسي: حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل المكارزي: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة: حدثني إبراهيم بن مزاحم بن يوسف بن سماك الكتاني: حدثنا يحيى بن وهب بن غيلان بن يزيد بن نعيم بن أوس الداري .. (١).

١٠٢٢ - عن أبي سفيانَ الأَلْهاني، عن تميمٍ الدَّاريِّ قالَ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن مُعانقةِ الرجلِ إذا لَقيَه، فقالَ: «كانتْ تَحيةَ الأُمم وخالِصَ وُدِّهم، وإنَّ أولَ مَن عانَقَ خليلُ الرحمنِ، وذلكَ أنَّه خرجَ يرتادُ لِمَاشيتِهِ مِن جبلٍ مِن جبالِ بيتِ المقدسِ، فسمعَ صوتَ مُقدِّسٍ يُقدِّسُ اللهَ، فذهلَ عمَّا كانَ يطلُبُ وقصدَ قصدَ الصوتِ، فإذا هو برجلٍ طولُه ثمانيةَ عشرَ ذراعاً أهلبُ - والأهلبُ كثيرُ الشعرِ - فقالَ له: مَن ربُّكَ يا شيخُ؟ قال: ربُّ السماءِ، قالَ: فمَن ربُّ مَن في السماءِ والأرضِ؟ قالَ: ربُّ السماءِ، قالَ: فهل لهما ربٌّ غيرُهُ؟ قالَ: لا، هو ربُّهما وربُّ ما بينَهما وربُّ ما تحتَهما، لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه، قالَ: فأينَ قبلتُكَ يا شيخُ؟ فأشارَ إلى الكعبةِ، فقالَ له: هل بقيَ مِن قومِكَ غيرُكَ؟ قالَ: ما بقيَ مِنهم أحدٌ غَيري، قالَ له: فمِن أينَ مَعيشتُكَ؟ قالَ: أَجمعُ مِن التمرِ في الصيفِ ما آكلُهُ في الشتاءِ، قالَ له: فأينَ مَنزلُكَ؟ قالَ: في تلكَ المَغارةِ، قالَ: فانطلقْ بِنا إلى منزلِكَ، قالَ: إنَّ بينَكَ وبينَه وادياً لا يُخاضُ، قالَ: فمِن أينَ تعبُرُ أنتَ إليه؟ قالَ: أَمشي عليه ذاهباً وأَمشي عليه جائياً، فقالَ له إبراهيمُ: فانطلقْ بِنا فلعلَّ الذي ذلَّلَه لكَ أَنْ يُذلِّله لي.

قالَ: فانطلَقَا فمَشَيا على الماءِ وجعلَ كلُّ واحدٍ مِنهما يعجَبُ مما أوتيَ صاحبُهُ حتى انتَهيا إلى المغارةِ فدَخَلاها، فإذا قبلةُ الشيخِ قبلةُ إبراهيمَ عليه السلامُ، فقالَ له إبراهيمُ عليه السلامُ: يا شيخُ، أيُّ يومٍ خلقَ اللهُ أشدُّ؟ قالَ: يومُ الدِّينِ، يومَ


(١) [إسناده ضعيف جداً]. وانظر ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>